Skip to main content

الوسم: رئيسي

“الشحومي”: الإصلاح لا يكتمل دون الاعتراف بالأخطاء والمطلوب إعادة بناء المصرف المركزي كمؤسسة مستقلة ووضع ميزانية موحدة

كتب : منذر الشحومي / الخبير المصرفي والمالي

في زحام النقاشات حول انهيار الدينار الليبي وما يرافقه من ارتباك اقتصادي، يطل علينا بعض المسؤولين وكأنهم ملائكة الخلاص، بينما يتناسى الجميع أننا أمام إرثٍ ثقيل من الفشل وسوء الإدارة.

قيادة المصرف المركزي السابقة لعبت دورًا محوريًا في تقويض المؤسسات وتكريس الانقسام، حين انحازت إلى معسكر سياسي على حساب المصلحة الوطنية، فبدلاً من أن يكون المصرف المركزي مؤسسة محايدة تحمي قيمة العملة وتراقب السياسة المالية، تحول إلى أداة في صراع سياسي، الأمر الذي شق البلاد إلى مصرفين متنافسين يطبع كلٌ منهما عملة ويمول حكومته الخاصة .

وما يزيد من الاستياء أن القيادة الحالية تعيد تدوير الرواية نفسها، وترمي بفشلها في دعم الدينار على “السياسات النقدية للفرع الشرقي” خلال فترة الانقسام، نعم، طبع الفرع الشرقي نقودًا في روسيا، لكن هذا الرقم ضئيل مقارنة بالسيولة التي ضخها المصرف المركزي نفسه عبر “خلق نقود رقمية” وتمويل إنفاق الحكومات دون غطاء حقيقي.

تقرير البنك الدولي يُظهر أن النقد خارج البنوك ارتفع من أقل من ثلاثة مليارات دينار عام 2004 إلى أضعاف مضاعفة بدون أي زيادة ملحوظة في الإنتاجية او الناتج العام المحلي، ما يعني أن المشكلة أعمق من “عملة مطبوعة في روسيا”، الأزمة تتعلق بثقافة الإنفاق الارتجالي والعجز عن التوصل إلى ميزانية موحدة؛ إذ اضطرت الحكومات إلى اتفاقيات مالية غير رسمية، وأصبح المصرف المركزي هو من يحدد سقف الإنفاق عبر التحكم في النقد الأجنبي.

من جهة أخرى، جمد المصرف المركزي العمل بأدوات التحويل الاعتيادية وفرض قيودًا بيروقراطية خانقة على فتح الاعتمادات وتحويل العملة الصعبة، متذرعًا بمحاربة المضاربة وغسل الأموال. تلك القيود لم تؤدِ إلا إلى ازدهار السوق الموازية؛ فالإجراءات المعقدة وضريبة الصرف المرتفعة دفعت الشركات إلى اللجوء للسوق السوداء.

وبدلًا من معالجة جذور الأزمة، عمد المصرف المركزي إلى تهميش البنوك التجارية وتحويلها إلى مجرد “نوافذ إدارية” تصدر اعتمادات بأمره، بينما تعتمد أرباحها على عمولات بيع العملة الأجنبية، هذه السياسات غير الرشيدة قضت على ثقة المواطنين في النظام المصرفي وزادت من اكتناز السيولة خارج البنوك.

الأخطر من ذلك أن المصرف المركزي، تحت مسمى “الإصلاح”، بدأ يمارس مهامًا ليست من اختصاصه: فأصبح يحدد سقف الإنفاق الحكومي كأنه وزارة مالية، ويفرض شروطًا على التجارة كأنه وزارة تجارة، بل وأدار منصة لتوزيع العملة الصعبة أشبه بمكتب صرافة. استخدام سلطة الرقابة لتسيير عمليات تجارية وتمويلية يناقض جوهر دور المصرف المركزي، الذي يجب أن يركز على الاستقرار النقدي والرقابة المصرفية لا على إدارة الاعتمادات وتقرير من يحصل على الدولار. إن إعادة البنك إلى وظيفته التنظيمية والإشرافية ضرورة لإعادة الثقة في النظام المالي.

إن الحديث عن الإصلاح لا يكتمل من دون الاعتراف بالأخطاء والفساد الذي غذى هذه الأزمة، والمطلوب هو إعادة بناء المصرف المركزي كمؤسسة مستقلة، ووضع ميزانية موحدة شفافة، وإلغاء الضرائب غير المجدية على العملات الأجنبية، وإعادة البنوك إلى دورها الطبيعي كشريك في التنمية لا كمنفذ لشروط المصرف المركزي، وبدون هذه الإصلاحات الجذرية، سيظل الدينار رهينة للقرارات الارتجالية، وستبقى السوق السوداء هي الملاذ لكل من يريد ممارسة التجارة والاستيراد او حتي الاستخدام الشخصي في ليبيا.

“أكرم الغزيوي” يكتب: الكارثة النقدية في ليبيا .. الأسباب والتداعيات والحلول

كتب: أكرم عبدالله الغزيوي / باحث اقتصادي ونائب مدير عام شركة التكافل للتأمين

بعد نقاش موسع مع برنامج “Copilot” كانت المحصلة تقرير متكامل حول “الكارثة النقدية في ليبيا .. الأسباب، التداعيات، والحلول”.

مقدمة عامة
يشهد الاقتصاد الليبي أزمة نقدية غير مسبوقة، نتيجة طباعة أكثر من 10 مليار دينار خارج منظومة مصرف ليبيا المركزي، وتداول إلكتروني غير مصرح به تجاوز 200 مليار دينار، وسحب فئات نقدية بقيمة 40 مليار دينار (فئة 50 و20 دينار). هذه المؤشرات تعكس خللًا هيكليًا في السياسة النقدية، وتستدعي تدخلًا عاجلًا على المستويين الوطني والدولي.

الأسباب الجذرية للأزمة

    • غياب التنسيق بين السلطات النقدية في الشرق والغرب.
    • طباعة نقدية خارج الإطار القانوني دون غطاء إنتاجي أو احتياطي.
    • توسع التداول الإلكتروني غير المنظم عبر منصات غير مرخصة.
    • ضعف الرقابة على الكتلة النقدية وعدم وجود قاعدة بيانات موحدة.
    • غياب الشفافية في تقارير المصرف المركزي.

    التداعيات الاقتصادية والمالية

      أ. على الاقتصاد الكلي:

      • تضخم مفرط وانخفاض القوة الشرائية.
      • تشويه مؤشرات العرض والطلب.
      • توسع السوق السوداء والدولرة.

      ب. على السياسة النقدية:

      • فقدان السيطرة على أدوات السياسة النقدية.
      • تآكل احتياطي النقد الأجنبي.
      • صعوبة ضبط سعر الصرف أو التحكم في السيولة.

      ج. على المواطن:

      • ارتفاع الأسعار دون زيادة في الدخل.
      • فقدان الثقة في العملة الوطنية.
      • تراجع مستوى المعيشة وزيادة معدلات الفقر.

      سحب فئات نقدية بقيمة 40 مليار دينار

        • كشف حجم الكتلة النقدية غير المنضبطة.
        • تأكيد وجود تداول غير قانوني لفئة 50 دينار.
        • إرباك السوق النقدي وزيادة الاعتماد على العملات الأجنبية.
        • تضخم إلكتروني موازٍ غير قابل للرقابة.

        التدخل الدولي: شركة K2 Integrity الأمريكية

          • تم التعاقد مع شركة K2 Integrity لمراقبة التحويلات المالية.
          • الهدف: تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد المالي.
          • الدور: فحص المدفوعات، دعم المصرف المركزي فنيًا، وتقديم تقارير رقابية.
          • الأثر: خطوة نحو استعادة الثقة الدولية، وتمهيد لبرامج دعم من صندوق النقد والبنك الدولي.

          ردود فعل محتملة من المؤسسات الدولية

            • تعليق الدعم الفني والمالي إذا استمر الخلل.
            • فرض رقابة دولية على الإصلاحات النقدية.
            • خفض التصنيف الائتماني لليبيا.
            • إدراج جهات محلية في قوائم المراقبة المالية الدولية.

            خارطة طريق للإصلاح النقدي

              أ. إجراءات عاجلة:

              • وقف الطباعة غير القانونية.
              • تجميد التداول الإلكتروني غير المرخص.
              • تشكيل لجنة وطنية مستقلة لمراجعة الكتلة النقدية.

              ب. إصلاحات هيكلية:

              • توحيد السياسة النقدية بين الشرق والغرب.
              • تنظيم الدفع الإلكتروني وربطه بمنظومة المصرف المركزي.
              • تحديث البنية التحتية الرقمية للمصارف.

              ج. استعادة الثقة:

              • إصدار تقارير شفافة دورية من مصرف ليبيا المركزي.
              • إطلاق حملات توعية مجتمعية.
              • إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في الإصلاحات.

              د. التعاون الدولي:

              • طلب دعم فني من صندوق النقد والبنك الدولي.
              • إشراك خبراء دوليين في مراقبة تنفيذ الإصلاحات.
              • ربط أي تمويل دولي بخطة إصلاح واضحة وشفافة.

              خاتمة
              إن معالجة هذه الكارثة النقدية تتطلب إرادة سياسية موحدة، وشراكة وطنية شاملة، ودعمًا دوليًا فنيًا وماليًا. إنقاذ الاقتصاد الليبي يبدأ من استعادة الثقة في العملة الوطنية، وضبط الكتلة النقدية، وتوحيد السياسة النقدية، وتحويل الأزمة إلى فرصة إصلاح حقيقية.

                “من الإصلاح إلى التحول الاستراتيجي” .. “الهادي عبدالقادر” يقدم مقترحا لخريطة استثمارية لليبيا

                كتب: الهادي عبد القادر/ مستشار الشؤون العامة لوزارة الاستثمار بالحكومة الليبية

                لكي نخوض في تحليل معمق ومنفتح للخريطة الاستثمارية المقترحة، لا كمجرد خطة تقنية، ولكن كرؤية تحويلية لتاريخ ليبيا الاقتصادي. هذا التحليل سينطلق من القراءة بين السطور للسياق الليبي، ويبني عليها لطرح أفكار استباقية.

                التحليل الشامل: من الإصلاح إلى التحول الاستراتيجي

                لا يمكن فهم أي خطة استثمارية لليبيا بمعزل عن واقعها. لذلك، سنحلل الخريطة عبر عدة مستويات:

                1. السياق الليبي: التشخيص الجراحي للواقع

                · تحديات نظامية عميقة: المشكلة ليست فقط في غياب الاستراتيجيات، بل في “تفتت السيادة”. وجود حكومتين ومؤسسات منقسمة يعني غياب “صانع القرار النهائي” الموثوق به، مما يلغي عنصر “الأمن والضمان” من جذوره. أي خطة يجب أن تبدأ بآلية للحوكمة العابرة للسلطات (مثل هيئة مشتركة للإشراف على الاستثمار ذات تمثيل دولي).
                · التركيبة النفسية-الاجتماعية: سنوات من الصراع خلقت مجتمع “الغنيمة” بدلاً من مجتمع “الإنتاج”. ثقافة الريع النفطي طمست ثقافة المخاطرة الاستثمارية والإبداع. الخريطة يجب أن تتضمن “مشروعًا ثقافيًا موازيًا” لترويج قيم الإنتاجية والشفافية والمساءلة.
                · الأزمة ليست مالية بل هي أزمة ثقة: رأس المال الحقيقي ليس الأموال المجمدة، بل “رأس المال الاجتماعي” والثقة المفقودة بين الدولة والمواطن، وبين ليبيا والمستثمر العالمي.

                1. تحليل الركائز المقترحة: من النظري إلى التطبيقي العميق

                · الإطار الاستراتيجي الموحد (رؤية ليبيا 2035):
                · التحدي: خطر أن تبقى “وثيقة جميلة” على الرف. دمج الرؤى المحلية (بنغازي 2030، الجنوب 2030) ليس مجرد توحيد، بل هو عملية “تفاوض وتنازل” بين المناطق. يجب أن تُبنى على “ميثاق وطني اقتصادي” يحدد كيفية توزيع الثروة والاستثمارات بشكل عادل لتحقيق التماسك الوطني.
                · التحول المطلوب: الانتقال من “رؤية مركزية” إلى “منصة إستراتيجية”. أن تكون الإستراتيجية إطارًا مرنًا (Platform) تسمح للمحافظات بتطوير مشاريعها الخاصة (Plug-ins) مع الالتزام بمعايير وطنية موحدة (الحوكمة، الشفافية، الإبلاغ).
                · تعزيز الحوكمة وإدارة المخاطر:
                · ما بعد النماذج النظرية: تطبيق “الذكاء المالي” و”نماذج التحليل المالي” لا يعني فقط استخدام تقنيات متطورة، بل يعني تبني “الاستشراف التنبؤي” (Predictive Analytics). استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة لتوقع مسارات الاقتصاد، وتقييم المخاطر الجيوسياسية، واكتشاف أنماط الفساد قبل حدوثها.
                · الدفاع القائم على القيمية المتأصلة: هذا هو جوهر التحول. لا يكفي أن تكون القيم مكتوبة، بل يجب “تشفيرها” في الأنظمة:
                · الشفافية: نشر جميع عقود الاستثمار بشكل مفتوح (Open Contracting).
                · المساءلة: ربط تدفقات الأموال بنتائج ملموسة يمكن للمواطن رصدها (ربط الإنفاق على مستشفى بانخفاض معدل الوفيات في منطقة ما).
                · العدالة: تصميم آليات تضمن أن تستفيد المناطق المهمشة تاريخيًا (جنوب ليبيا، بعض مناطق الغرب) بشكل واضح وعادل من عوائد الاستثمار.
                · تمكين القيادات واستشراف المستقبل:
                · قيادات الصف الثاني: “مشروع النخبة الوطنية”: الفكرة ليست فقط في التدريب، بل في “صناعة نخبة جديدة”. برنامج وطني لاختيار الكفاءات الشابة (تحت 40 عامًا) من جميع المناطق، وإخضاعهم لبرنامج مكثف بالشراكة مع أفضل الجامعات ومراكز الفكر العالمية، مع “تجنيدهم” في مشاريع وطنية حرجة بعد تخرجهم. هذا يحل مشكلة استنزاف الأدمغة ويبني شبكة قيادية موحدة.
                · استشراف المستقبل: لا يعني فقط توقع الاتجاهات، بل “صناعة المستقبل المفضل”. استخدام منهجيات مثل “السيناريو بلاننج” (Scenario Planning) لتصميم مستقبلات بديلة لليبيا (دولة ريعية، دولة صناعية، دولة لوجستية، دولة تعليمية) والعمل الاستباقي لتحقيق أفضل سيناريو.

                1. الإجراءات والضوابط: هندسة النظام المنيع

                · نظام السجل الرقمي الفعال: يجب أن يكون هذا النظام “عمودًا فقريًا رقميًا” (Digital Backbone) يربط جميع الجهات:
                · ربط البيانات: ربط بيانات المصرف المركزي، والمؤسسة الليبية للاستثمار، والجهاز المركزي للمحاسبات، والجمارك، والضرائب.
                · العقود الذكية: استخدام تقنية “بلوكتشين” لتسجيل العقود والمعاملات الكبرى، مما يجعلها شفافة ولا رجعة فيها، ويقلل مساحات الفساد.
                · منصة الاستثمار الموحدة (One-Stop Shop): منصة رقمية واحدة تتيح للمستثمر (المحلي والأجنبي) إنشاء شركة، الحصول على تراخيص، دفع ضرائب، والإبلاغ عن المشاكل، بشكل كامل.

                الرؤية التحويلية: من دولة هشة إلى “دولة منصة”

                الخريطة النهائية يجب أن تتطلع إلى تحويل ليبيا من دولة مركزية هشة إلى “دولة منصة” (Platform State):

                · ليبيا كمنصة لوجستية: الاستثمار في الموانئ والمطارات والطرق لربط أفريقيا بأوروبا.
                · ليبيا كمنصة طاقة خضراء: الاستثمار في الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية للتصدير، وليس فقط النفط والغاز.
                · ليبيا كمنصة استثمارية: استخدام جزء من الأرصدة المجمدة والعوائد النفطية لإنشاء “صندوق ثروة سيادي” يصبح هو نفسه مستثمرًا في أفريقيا والعالم، وليس فقط مديرًا للأموال.

                الخلاصة: استراتيجية “النجم القطبي”

                في ظل عدم الاستقرار الحالي، يجب أن تكون الخريطة الاستثمارية مثل “النجم القطبي” – ليس بالضرورة أن نصل إليه اليوم، لكنه يعطينا اتجاه سير ثابت ومشترك.

                · الهدف القصير المدى: ليس تحقيق جميع الأهداف، بل “كسب الثقة”. تحقيق مشروعين أو ثلاثة “كاسحين للثقة” (Quick Wins) في مناطق مختلفة، وإدارتها بشفافية مطلقة، لإثبات جدوى النهج.
                · الهدف المتوسط: “بناء المنظومة” – النظام الرقمي، أطر الحوكمة، الكفاءات البشرية.
                · الهدف الطويل: “التحول الاقتصادي” – من اقتصاد الريع إلى اقتصاد الإنتاج والخدمات القائمة على المعرفة.

                هذا التحليل يحول الخريطة من قائمة أمنيات إلى خارطة طريق عملية ومتحركة، تعترف بالتحديات ولكنها تقدم إجابات استباقية وعميقة، وتضع ليبيا على مسار التحول من دولة منهكة إلى دولة فاعلة في الاقتصاد الإقليمي والعالمي.

                “عبد الحكيم الثليب” يكتب عن تعويم الدينار الليبي

                كتب: الخبير الاقتصادي “عبد الحكيم الثليب”

                هناك من يقول لا يجوز تعويم الدينار الليبي لأن الدينار الليبي لا يزال طفلا صغيرًا لا يعرف العوم، وسوف يغرق، وينبغي ترك هذا الطفل الصغير الرضيع في حاله لكي يبقى طفلا رضيعًا لأنه نسى أن يكبر، أما رمي هذا الدينار في الماء والشروع في تعليمه العوم ودفعه وتشجيعه لكي يكبر وينضج مثل البشر الآخرين بطريقة منظمة ومتحكم فيها؛ فإن ذلك يتعارض مع تقاليدنا العريقة في تكرار تجريب المجرب الذي سبق وأن جربناه سبعة آلاف مرة، وأوصلنا إلى الذي نحن فيه، “وزيد الماء وزيد الدقيق”.

                هناك فريق آخر يحتج ويقول كيف تعوموا الدينار ونحن ليس لدينا تنوع في الاقتصاد، وهذا يقودنا إلى المعضلة القديمة الشهيرة بخصوص من جاء أولا الدجاجة أم البيضة، فتعويم الدينار حسب هؤلاء السادة يحتاج أولا إلى تنويع الاقتصاد، وتنويع الاقتصاد من غير المتوقع أن يتحقق حتى بعد مليون سنة أخرى في ظل استمرار النمط الديناصوري الحالي الذي يقوم على الاعتمادات الدولارية والأبواب الخلفية وتوريد السلع الاستهلاكية، وتفضلوا للاستمرار في الركض واللهث في الحلقة الفارغة.

                للعلم والتذكير، لا توجد عملة في العالم تخضع بشكل مطلق لعوامل العرض والطلب الطبيعية، حتى الدولار الأمريكي الذي يهيمن لوحده على أكثر من 70٪ من التعاملات على مستوى العالم لا يزال يتأثر بسياسات المركزي الأمريكي الذي يسمونه الاحتياطي الفيدرالي،

                يقال أنه “لا توجد طهارة بدون دم!”، وبوسع هذا البلد أن يستمر في المحافظة على ديناره الرضيع في مرحلة الرضاعة طالما أن البترودولارات لا تزال متوفرة عن طريق تدفق البترول، وبعد ذلك، بعد أن ينفض سوق البترول، فإن لكل حادث حديث.

                وفي المقابل فإن بالإمكان الكف عن عادة تكرار تجريب المجرب والدوران في حلقة البيضة والدجاجة المغلقة، وبالإمكان الشروع في حث ودفع هذا الدينار الليبي الرضيع لكي يكبر ويشب عن الطوق ويتعلم كيف يعوم مثل عملات البشر الأخرى عبر عملية ممنهجة منظمة شفافة ومتحكم فيها، والصيغ والوسائل العلمية والعملية لتحقيق ذلك متاحة ومتوفرة وتطبقها كل يوم الشعوب الواعية التي تعرف كيف تحترم نفسها وتفرض احترامها، والفرصة لا تزال متاحة طالما لا تزال هناك سوق للبترول وبترودولارات، ولكن الوقت ينفذ والفرص تتضاءل، وإذا استمر النمط الحالي فإن الدينار الرضيع قد يتحول إلى كومة من الأوراق عديمة القيمة، وما زيمبابوي وفنزويلا وغيرها من التجارب عنكم ببعيد، والله الهادي.

                مصرف ليبيا المركزي يكشف بأن إجمالي العملة النقدية المسحوبة بلغ 47 مليار دينار منها قرابة 10 مليارات “مزورة”

                كشف مصرف ليبيا المركزي في بيان له اليوم الثلاثاء، بأن إجمالي الفئات النقدية التي تم سحبها من فئات “50 و20 و5 و1” دينار بلغ نحو 47 مليار دينار، منها قرابة 10 مليار دينار لم تصدر عن المصرف المركزي وغير معلومة له “مزورة”، وأكد أنه سيتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة بالخصوص، مهيبا بكل مؤسسات الدولة تحمل مسؤولياتها القانونية والتاريخية اتجاه هذا الموضوع.

                وأوضح “المركزي” بأن إجمالي ما تم سحبه من عملة من فئة “20 دينار” الإصدار الثاني المطبوعة في روسيا بلغ 19.9 مليار دينار، رغم أن إجمالي ما أصدره “المركزي” من هذه العملة بلغ نحو 13.4 مليارًا، أي بفارق وصل إلى نحو 6.5 مليار دينار، مضيفا بأن إجمالي ما تم سحبه من عملة من فئة “20 دينار” الإصدار الأول المطبوعة في بريطانيا بلغ نحو 7.7 مليار دينار، مقابل 8 مليارات تمت طباعتها من هذه الفئة، وبالنسبة للعملة من فئة “5 دينار” بلغ إجمالي العملة المسحوبة 2.5 مليار دينار، وما أصدره المصرف المركزي 2.8 مليارا، أما فئة “1 دينار” قام مصرف ليبيا المركزي بإصدار مبلغ اجمالي قدره 100 مليون دينار، وبلغ ما تم توريده إلى المصرف المركزي ما قيمته 37 مليون دينار.

                وأشار مصرف ليبيا المركزي إلى أنه وكإجراء احترازي لإحلال فئات جديدة من العملة الوطنية؛ تعاقد على طباعة 60 ملیار دینار بهدف تعويض ما تم سحبه من العملة، وضمان توفر السيولة النقدية بشكل متوازن ومستقر. ومن المقرر أن تصل الفئات الجديدة على شكل شحنات متتالية خلال الفترة القادمة وفقاً للخطة المعتمدة، حيثُ تم استلام ما يقارب 25 مليار دينار وتم توزيعها على المصارف، وجاري توريد ما يقارب 14 مليار ستصل بالكامل قبل نهاية العام، وسيستمر توريد ما تبقى من اجمالي القيمة المتعاقد عليها وهي 21 مليار دينار خلال العام المقبل 2026.

                “أنس الأمين” يكتب: رؤية لإدارة السياسة النقدية في ليبيا “من تكديس الاحتياطيات إلى بناء اقتصاد منتج”

                كتب: أستاذ الاقتصاد/ أنس الأمين

                أعلن مصرف ليبيا المركزي مؤخرًا عن ارتفاع ملحوظ في حجم الاحتياطيات الأجنبية، في مؤشر واضح على تحسّن إدارة الأصول الخارجية واستعادة قدر من الاستقرار النقدي (Monetary Stability). هذه الأرقام تعكس نجاح المصرف في إدارة التدفقات النفطية وتوظيفها بكفاءة ضمن أدوات السياسة النقدية، بما يعزّز الثقة بالقطاع المصرفي ويُظهر قدرة الدولة على حماية مركزها المالي الخارجي.

                إلا أن هذا التحسّن، رغم أهميته، لا يجب أن يُفهم كغاية في ذاته، بل كأداة (Instrument) لتحقيق أهداف اقتصادية أوسع: الاستقرار المالي، تحفيز النمو الحقيقي، ودعم التنمية المستدامة. فالاحتياطيات ليست ثروة صامتة تُخزّن، بل أداة فعّالة لتقوية الاقتصاد الوطني وتحسين قدرته على مواجهة الصدمات الداخلية والخارجية.

                من الذهب إلى الأسس الاقتصادية

                من المهم التذكير بأن العالم تخلّى منذ سبعينيات القرن الماضي عن قاعدة الذهب (Gold Standard System)، وأصبح معيار قوة العملة يعتمد على الأسس الاقتصادية الجوهرية (Economic Fundamentals):

                الإنتاج المحلي، الميزان التجاري (Trade Balance)، الانضباط المالي، وكفاءة السياسة النقدية (Monetary Policy Efficiency).

                بمعنى آخر، لم يعد امتلاك الذهب أو العملات الصعبة ضمانًا لقوة العملة، ما لم يكن مصحوبًا باقتصاد منتج قادر على توليد القيمة المضافة. لذلك، فإن تراكم الاحتياطيات في حد ذاته لا يصنع تنمية، بل يُعد وسيلة لتثبيت الثقة وإدارة الأزمات وتمويل التحول الهيكلي نحو اقتصاد متنوع ومستدام.

                مقارنة إقليمية: الأردن وتونس نموذجًا

                الأردن: الاستقرار عبر الانضباط والتنسيق

                تُعد التجربة الأردنية مثالًا على قدرة الدولة الصغيرة على تحقيق استقرار نقدي ومالي طويل الأمد رغم محدودية الموارد. فقد حافظ البنك المركزي الأردني على احتياطيات أجنبية تفوق 17 مليار دولار، تمثل نحو 7 إلى 8 أشهر من الواردات، وهي نسبة تفوق المعدل الموصى به دوليًا.

                هذا الإنجاز تحقق بفضل التنسيق الوثيق بين السياسة النقدية والسياسة المالية، والانضباط في إدارة العجز، والحفاظ على مصداقية سعر الصرف الثابت.

                في الأردن، تُدار الاحتياطيات باعتبارها أداة لتعزيز الثقة بالعملة، وتدعيم استقرار الأسواق، وليس كهدف للتفاخر بالحجم أو تراكم الأرقام.

                تونس: الدروس من فقدان التوازن

                في المقابل، تمثل التجربة التونسية درسًا في المخاطر الناتجة عن الخلل الهيكلي في القاعدة الإنتاجية. فقد تراجعت احتياطيات تونس في السنوات الأخيرة تحت ضغط العجز التجاري المزمن وارتفاع فاتورة الاستيراد، ما أدى إلى تدهور الدينار التونسي وارتفاع معدلات التضخم.

                تُظهر هذه التجربة أن الاحتياطيات – مهما كانت كبيرة – لا يمكن أن تحمي العملة إذا لم تُصاحبها سياسات إنتاجية وتصديرية متماسكة. فالنظام النقدي لا يعمل في فراغ، بل يتأثر مباشرة بفاعلية الاقتصاد الحقيقي.

                ليبيا: فرصة الانتقال من الوفرة إلى التوظيف الذكي

                أما في الحالة الليبية، فإن ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يعكس تحسّن إدارة الأصول الخارجية بفضل استقرار أسعار النفط وإدارة مصرف ليبيا المركزي للسيولة والاحتياطي بشكل أكثر انضباطًا.

                لكن ليبيا، على خلاف الأردن وتونس، تمتلك ميزة نوعية: وفرة مالية دون التزامات خارجية كبيرة. وهذا يمنحها فرصة نادرة للانتقال من مرحلة التكديس المالي السلبي إلى مرحلة التوظيف الإنتاجي الإيجابي.

                الاحتياطيات الوفيرة تمنح المصرف المركزي مرونة في إدارة سعر الصرف عبر تبنّي نظام تعويم مدار (Managed Float System)، بحيث يتدخل البنك المركزي بالتنسيق مع الحكومة عندما يتجاوز سعر الصرف مستويات معينة (على سبيل المثال 8 دنانير للدولار) لضبط السوق ومنع التقلبات الحادة.

                هذا النموذج يوفّر توازنًا ذكيًا بين مرونة السوق واستقرار الأسعار، ويمنح السياسة النقدية مساحة أوسع للتحرك دون المساس بثقة المواطنين بالعملة الوطنية.

                مكافحة التضخم وحماية القوة الشرائية

                غير أن الاستقرار النقدي لا يُقاس فقط بقدرة المصرف على الدفاع عن سعر الصرف، بل بقدرته على كبح التضخم الذي يلتهم الدخول ويقوّض القوة الشرائية.

                توجيه جزء من عوائد الاحتياطيات نحو تمويل برامج الحماية الاجتماعية للأسر محدودة الدخل، ودعم أسعار السلع الأساسية، يعدّ ضرورة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي الموازي للاستقرار المالي.

                ففي نهاية المطاف، لا يمكن لأي استقرار نقدي أن يصمد إذا لم يشعر المواطن بانعكاساته المباشرة في حياته اليومية.

                نحو تناغم بين السياسات

                تحقيق التوازن بين السياسة النقدية والسياسة المالية هو حجر الزاوية لأي إصلاح اقتصادي.

                مصرف ليبيا المركزي يمتلك اليوم قاعدة مالية قوية، لكن تحويلها إلى أداة للنمو يتطلب تنسيقًا مؤسساتيًا واضحًا مع الحكومة، بحيث تُوجّه الموارد نحو الاستثمار في البنية التحتية، ودعم القطاعات الإنتاجية، وتمويل التحول نحو اقتصاد متنوع يخفف الاعتماد على النفط.

                الاحتياطيات الأجنبية يمكن أن تتحول من مجرد “صمام أمان” إلى رافعة تنمية إذا جرى توظيفها في بناء الثقة بالعملة، وتحفيز الإنتاج المحلي، وتمويل الإصلاحات الهيكلية التي تزيد من تنافسية الاقتصاد الليبي.

                إن تراكم الاحتياطيات الأجنبية لا يمثل نهاية الطريق، بل بدايته.

                القوة الحقيقية لا تكمن في حجم الأرصدة، بل في كفاءة توظيفها لخدمة الاقتصاد الوطني.

                التجارب الإقليمية تُظهر أن الدول التي نجحت في تحقيق توازن بين الاستقرار النقدي والنمو الحقيقي هي تلك التي تعاملت مع احتياطياتها كأداة ديناميكية، لا كمدخرات جامدة.

                ليبيا تمتلك اليوم فرصة نادرة لإعادة صياغة سياستها النقدية على أسس حديثة تجمع بين المرونة والانضباط، وبين الاستقرار المالي والعدالة الاجتماعية.

                وإذا استُثمرت هذه الاحتياطيات بحكمة، يمكن أن تتحول من رقم في ميزانية البنك المركزي إلى قوة حقيقية تدعم التنمية، وتحمي المواطن، وتبني اقتصادًا منتجًا ومستدامًا.

                “شكشك” يناقش مع رئيس هيئة التخطيط العمراني نتائج متابعة ديوان المحاسبة لمشروع الخطة القصيرة لمعالجة الأوضاع العمرانية

                ناقش رئيس ديوان المحاسبة “خالد شكشك” خلال اجتماعه اليوم الخميس مع رئيس الهيئة الوطنية للتخطيط العمراني “أحمد التومي”، نتائج متابعة الديوان لمشروع الخطة القصيرة لمعالجة الأوضاع العمرانية.

                وتناول الاجتماع نتائج المراجعة والمتابعة من قبل الديوان للإجراءات المتخذة من الهيئة لتنفيذ مشروع الخطة القصيرة، حيث تم عرض ملاحظات الديوان الفنية والمالية على عدد من الموضوعات ذات الصلة بالمشروع ومن أهمها كراسة العطاءات، والأسعار الاسترشادية المعتمدة من قبل رئاسة الوزراء وتقييم الأسس التي تم الاعتماد عليها في تحديد الأسعار.

                وفي ختام الاجتماع تم التأكيد على ضرورة معالجة الملاحظات المقدَّمة من ديوان المحاسبة والرد عليها وتقديم التوضيحات اللازمة، ضمانا لتوافق الإجراءات المتخذة مع الضوابط الفنية والرقابية والمتطلبات القانونية بما يحقق الغاية المرجوة من المشروع.

                الشركة الليبية للأسمدة تعقد اجتماع الجمعية العمومية العادية

                عقدت الشركة الليبية للأسمدة اليوم الأربعاء اجتماع الجمعية العمومية العادية للعام 2025، بحضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار “علي محمود”، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط “مسعود سليمان”، إلى جانب مجلس إدارة الشركة والإدارات المختصة.

                وتم خلال الاجتماع استعراض تقرير نشاط الشركة عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024، وما تحقق فيها من إنجازات، من بينها تحسن الأداء التشغيلي لمصنع الأمونيا ومصنع اليوريا وتحقيق نتائج تشغيلية ممتازة، كما تمت مناقشة أهم التحديات والصعوبات التي واجهت الشركة وسبل معالجتها للنهوض بأداء الشركة وضمان استمرار مساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني.

                وفي ختام الاجتماع، تم اعتماد القوائم المالية للسنة المالية 2024، والتأكيد على أهمية مواصلة الجهود لتذليل الصعوبات وتعزيز أداء الشركة بما يحقق أهدافها التنموية.

                “الكيلاني” تؤكد إيداع مخصصات منحة الزوجة والأبناء للربع الثالث للعام 2025 في حساب وزارة الشؤون الاجتماعية

                قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة الوطنية “وفاء الكيلاني” بأن مخصصات منحة الزوجة والأبناء للربع الثالث من عام 2025 قد تم إيداعها في حساب الوزارة بمصرف ليبيا المركزي.

                وأوضحت “الكيلاني” بأن المخصصات التي تم إيداعها بحساب الوزارة تشمل منحة الأبناء دون سن الثامنة عشرة، بالإضافة إلى منحة الزوجة والبنات فوق سن الثامنة عشرة، عن الأشهر “7 و8 و9” من العام 2025.

                وأضافت بأن الوزارة ستقوم غدا الخميس بإحالة قوائم المستفيدين إلى إدارة العمليات المصرفية بمصرف ليبيا المركزي، لضمان تحويل المبالغ إلى حسابات المستحقين في المصارف التجارية على مستوى مختلف أنحاء البلاد.

                بحضور المحافظ “ناجي عيسى”.. لجنة الاستثمار والمخاطر بمصرف ليبيا المركزي تستعرض مؤشرات الاحتياطي النقدي الأجنبي

                ناقشت لجنة الاستثمار والمخاطر بالمصرف المركزي خلال اجتماعها اليوم الأربعاء بمقر “المركزي” بطرابلس بحضور المحافظ “ناجي عيسى”، جملة من البنود الاستراتيجية المتعلقة بإدارة الأصول والاستثمارات الخارجية للمصرف.

                واستعرضت اللجنة تقرير الأصول المملوكة للمصرف بالنقد الأجنبي، والتي تشمل الذهب والأصول المالية المختلفة بالعملات الأجنبية، مشيرة إلى الأثر الإيجابي لارتفاع أسعار الذهب والعملات على إجمالي قيمة المحافظ الاستثمارية، والتي بلغت نحو 98.8 مليار دولار أمريكي، يشكل الذهب منها ما قيمته حوالي 18.2 مليار دولار.

                واطلعت اللجنة على العوائد الاستثمارية المحققة من هذه الأصول حتى تاريخ نهاية شهر سبتمبر الماضي، والتي بلغت 2 مليار دولار، مما يعكس أداءً إيجابياً في إدارة الاحتياطات الأجنبية ويخفف من عجز الإيرادات النفطية وميزان المدفوعات نتيجة توسع الإنفاق على النقد الأجنبي.

                كما ناقشت اللجنة الشروع في طرح شهادات الإيداع المضاربة المطلقة، حيث تقرر البدء في الإعلان عن طرح الإصدار الأول للمصارف التجارية اعتباراً من يوم الاحد القادم الموافق 2025/10/12 بما يعكس توجه المصرف نحو توسيع قاعدة الاستثمار وتحقيق الاستفادة القصوى من السيولة المتاحة بالسوق المحلي.

                ويأتي هذا الاجتماع في إطار حرص مصرف ليبيا المركزي على تعزيز الشفافية والكفاءة في إدارة احتياطاته من النقد الأجنبي، وتقديم صورة إيجابية عن مؤشرات الاستقرار النقدي والمالي والاقتصادي في البلاد، بما يدعم الثقة في السياسة النقدية ويعزز من مكانة المصرف كمؤسسة مالية رائدة في المنطقة.