Skip to main content

الوسم: ليبيا

“الهادي عبدالقادر”: من الرؤية إلى التطبيق.. إطار حوكمة استشرافي متكامل يضع الإنسان في القلب

كتب: الهادي عبد القادر/ مستشار الشؤون العامة لوزارة الاستثمار بالحكومة الليبية

نتشرف اليوم برفع سقف الحوار الاستراتيجي من خلال إطلاق إطار الحوكمة والتكامل الاستشرافي الشمولي والإنساني، الذي يجمع بين عمق التجربة العملية والرؤية المستقبلية الواضحة.

أركاننا الستة لبناء مؤسسات وطنية رشيدة:

1️⃣ الحوكمة الرشيدة: تطبيق سيادة القانون والشفافية.
2️⃣الاستشراف الاستراتيجي: تحويل التحديات إلى فرص بتخطيط استباقي.
3️⃣التكامل التقني الآمن: بناء منصات رقمية ذكية تحمي البيانات وتعزز الكفاءة.
4️⃣التمكين البشري: تطوير الكوادر ببرامج تقيس الأثر السلوكي الحقيقي.
5️⃣الشمولية المالية: جذب استثمارات وضمان منافسة عادلة.
6️⃣الاستدامة المجتمعية: بناء مجتمعات قادرة على الصمود.

أدواتنا المتقدمة:

· نظام قياس الأثر السلوكي (بدلاً من قياس الأنشطة فقط)
· منصة GitHub-like لإدارة السياسات بشكل تعاوني
· تطبيقات ذكاء اصطناعي مسؤول (Human-in-the-loop)
· إطار Zero Trust للأمن السيبراني
· خطط استمرارية العمل (BCDR) للأزمات

نحو ليبيا تنافسية:
نحو اقتصاد معرفي يجذب الاستثمار،وإدارة محلية فاعلة، ومجتمع يثق بمؤسساته.

كلمة أخيرة:
“الحوكمة ليست لوائح جامدة، بل روح تحرك المؤسسات نحو الغاية الإنسانية الأسمى. والاستشراف ليس تنجيماً، بل قراءة واعية للحاضر لصناعة مستقبل نريد.”

“المركزي” يطلب من المصارف إطلاق خدمة الدفع الفوري عبر آلات نقاط البيع باستخدام الهاتف المحمول

طلب مصرف ليبيا المركزي من مديري المصارف التجارية إطلاق خدمة الدفع الفوري عبر آلات نقاط البيع (POS) باستخدام الهاتف المحمول وفق ميزة رمز الاستجابة السريعة (QR).

جاء ذلك خلال تعميم صادر عن المصرف المركزي اليوم الاثنين تحصلت “تبادل” على نسخة منه، لتعزيز خدمات الدفع الالكتروني بناءً على تعليمات المحافظ “ناجي عيسى”، وتنفيذًا لاستراتيجية المصرف المركزي في الشمول المالي.

وأكد منشور مصرف ليبيا المركزي على مديري المصارف التجارية بضرورة التنسيق مع شركة معاملات للخدمات المالية، على أن يكون آخر موعد لإطلاق الخدمة هو تاريخ 10 ديسمبر 2025.

النيابة العامة تأمر بحبس مسؤول بمجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط

كشف مكتب النائب العام اليوم الاثنين بأن النيابة العامة أمرت بحبس مسؤول المستوى التنفيذي وشؤون مجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط والغاز احتياطياً على ذمة التحقيق، بتهمة بيع كميات من وقود الديزل لفائدة مُلّاك سفن تحمل العلم التركي.

وأوضح مكتب النائب العام بأن كميات وقود الديزل التي تم بيعها تجاوزت 4 ملايين لتراً سنة 2023، وأكثر من عشرة ملايين لتراً سنة 2024، ونحو 7 ملايين لتراً من إجمالي 17 مليون لترا جرى ترتيب بيعها سنة 2025.

وأضاف بأن كميات الوقود بيعت بثمن 150 درهما بالمخالفة للنظم التي توجب البيع للسفن البحرية الأجنبية وفق الأسعار المقدَّرة في نشرة معلومات الطاقة والسلع بمتوسط 637.35 دولاراً للطن المتري الواحد.

“عمران الشائبي”: فوضى السياسات.. حين تتصارع الأدوات بدلاً من التكامل

كتب: د.عمران الشائبي/ الخبير المصرفي

عندما تعمل السياسات الاقتصادية والنقدية والتشريعية والمالية بمعزل عن بعضها، لا نحصل على تنمية بل على فوضى منظمة تُفقِد الجميع الثقة.

السياسة النقدية: حلول قصيرة الأمد لأزمات بنيوية

بدلاً من اتباع سياسة تقشفية تضبط الإنفاق وتخفض الطلب على العملة الأجنبية، تلجأ السياسة النقدية إلى رفع المرتبات كلما ارتفع سعر الصرف. هذا النهج لا يعالج الجذور، بل يضخ المزيد من السيولة في الاقتصاد، مما يزيد الضغط على الدينار ويدفع التضخم نحو مستويات أعلى.

النتيجة، دوامة لا تنتهي من ارتفاع الأسعار وتآكل القوة الشرائية.

السياسة الاقتصادية: قرارات متضاربة تقتل الثقة

التخبط العشوائي أصبح السمة الأبرز للسياسة الاقتصادية. قرارات تُتخذ، ثم تُلغى، ثم تُعدّل، ثم تُوقف. هذا التذبذب المستمر جعل التاجر والمستثمر يفقد الثقة تماماً في أي قرار حكومي. اليوم يُسمح بنشاط معين، وغداً يُمنع. اليوم تُفتح قنوات استيراد، وغداً تُغلق دون سابق إنذار.

كيف يُتوقع من القطاع الخاص أن يخطط ويستثمر في بيئة لا يمكن التنبؤ بها؟

السياسة التشريعية: قوانين بلا دراسة للعواقب

القوانين واللوائح تُسنّ دون دراسة أثرها على الاقتصاد الكلي للدولة. لا توجد دراسات جدوى، ولا تقييمات للأثر، ولا تشاور مع الجهات الاقتصادية المعنية.

النتيجة تشريعات تبدو منطقية على الورق، لكنها تخلق اختناقات في السوق، وتشوهات في الأسعار، وفرصاً للفساد والاحتكار.

السياسة التشريعية تعمل في فراغ، منفصلة تماماً عن الواقع الاقتصادي والمالي للبلاد.

السياسة النقدية: عقم الأدوات وضعف الفاعلية

المصرف المركزي لا يملك أدوات فعّالة للسيطرة على التضخم أو الحفاظ على القيمة الشرائية للدينار. الأداة الوحيدة المتاحة هي تغيير سعر الصرف، وهي أداة خام وغير دقيقة.

حتى هذه الأداة الوحيدة تفقد فعاليتها حين تعبث السياسات التشريعية والمالية والاقتصادية بأي محاولة لتحسين الوضع. فما يبنيه المركزي بتعديل سعر الصرف، تهدمه السياسة المالية بزيادة الإنفاق، وتدمره السياسة الاقتصادية بقرارات عشوائية، وتُجهِضه السياسة التشريعية بقوانين غير مدروسة.

الخلاصة، أزمة تنسيق قبل أن تكون أزمة أدوات

المشكلة الحقيقية ليست في غياب الحلول، بل في غياب التنسيق والرؤية الموحدة.

كل جهة تعمل بمعزل عن الأخرى:

المصرف المركزي يحاول ضبط السعر

وزارة المالية ترفع الإنفاق والمرتبات

الجهات الاقتصادية تُصدر قرارات متضاربة

المشرّع يسنّ قوانين دون دراسة الأثر

النتيجة النهائية، اقتصاد مشوه، مواطن محبط، تاجر خائف، ودينار يفقد قيمته يوماً بعد يوم.

ما الحل؟

لا بد من إنشاء آلية تنسيق وطنية عليا تجمع جميع صانعي السياسات الاقتصادية والنقدية والمالية والتشريعية تحت سقف واحد، بحيث:

• تُدرس القرارات بشكل متكامل قبل إصدارها

• تُقيّم الآثار الاقتصادية لكل تشريع أو سياسة قبل تطبيقها

• تُوضع استراتيجية وطنية موحدة يلتزم بها الجميع

• تُتخذ القرارات بناءً على بيانات ودراسات، لا على ردود أفعال عاطفية أو ضغوط سياسية

الاقتصاد ليس لعبة تجارب. إنه حياة الناس ومستقبل البلاد.

“OCCRP” لمكافحة الجريمة المنظمة: “بعيو” رجل أعمال ليبي ترشح للرئاسة بعد أن بدد أموال صندوق الثروة السيادية

نشر مركز مكافحة الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) تقريرا بخصوص شركة “الحمراء” إحدى الشركات التابعة للشركة الليبية للاستثمارات الخارجية “لافيكو” والتي تتبع المؤسسة الليبية للاستثمار، جاء فيه:

في عام 2021 تصدّر “عبد الحكيم بعيو” عناوين الصحف، عندما أفادت وسائل إعلام ليبية بأنه أول شخص يُسجّل لخوض أول انتخابات رئاسية في البلاد.

في ذلك الوقت، كان “بعيو” أيضًا رجل أعمال، يعمل رئيسًا لشركة إسبانية مملوكة لصندوق الثروة السيادية الليبي “المؤسسة الليبية للاستثمار”.

تأسست شركة “الحمراء إسبانيا” في إسبانيا عام 2015، بعد أن تسببت العقوبات المفروضة خلال الثورة ضد معمر القذافي في صعوبات إدارية لشركة سابقة في جبل طارق. كان نطاق عمل الشركة الجديدة واسعًا، وشمل أنشطة متنوعة مثل شراء الكابلات والأسلاك، وتجارة الحليب والتونة.

بحلول الوقت الذي قرر فيه “بعيو” الترشح للرئاسة، كانت جهات رسمية ليبية متعددة قد اتهمته باختلاس أموال شركة “الحمراء”، بما في ذلك استخدام أموال الشركة لدفع دفعة أولى لشقة مسجلة باسمه، وفقًا لوثائق مسربة حصل عليها مشروع مكافحة الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP).

على الرغم من أن بعض الادعاءات نُشرت علنًا في تقرير تدقيق وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الأدلة التي تدعمها لم تُنشر. وقد حصل مركز “OCCRP” الآن على وثائق داخلية تشمل فواتير ورسائل بريد إلكتروني وإشعارات دفع، تُؤكد العديد من الادعاءات الرئيسية.

تُظهر الملفات أن شركة الحمراء دفعت دفعة أولى لشقة في مدريد يملكها “بعيو”. كما استُخدمت أموال الشركة لدفع نفقات طبية أو تعليمية لم تكن ضمن صلاحيات “الحمراء”، وفقًا لسجلات الشركة الداخلية التي اطلع عليها مركز (OCCRP).

لم يواجه “بعيو” أي اتهامات قانونية في ليبيا بشأن هذه الادعاءات. وقد قدّمت شركة “الحمراء” ادعاءات مماثلة في شكوى ضد “بعيو” في إسبانيا عام 2020، ولكن تم سحب الشكوى لأسباب لا تزال غير واضحة.

عند التواصل معه للتعليق، أخبر “بعيو” مركز (OCCRP) في رد أرسله عبر زميل سابق أن هذه الادعاءات كاذبة.

تزامنت مزاعم إساءة استخدام الأموال مع فترة فوضى عارمة شهدها صندوق الثروة السيادية الليبي، الذي عصفت به الانقسامات السياسية واتهامات بالفساد والسرقة وسوء الإدارة بعد سقوط “القذافي” عام 2011.

صرح الباحث بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “طارق المجريسي” بأنه منذ سقوط “القذافي”، بلغ حجم الاحتيال في الشركات التابعة للصندوق “ذروته”، وأضاف: “في السابق، استغل [القذافي] الفساد سياسيًا. وعندما غادر، بقي نظامه قائمًا، لكن دوره كضابط رقابي قد انتهى”.

قُدرت أصول المؤسسة الليبية للاستثمار بأكثر من 68 مليار دولار، موزعة على مجموعة هائلة تضم أكثر من 550 شركة تابعة في أفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. ولم يرد الصندوق على طلبات التعليق.

مزاعم ضد شركة “بعيو”

تأسست شركة “الحمراء” عام 2015 خلفًا لشركة “الحمراء المحدودة” في جبل طارق. وبحلول ذلك الوقت، صعّبت أوامر تجميد الأصول الليبية على شركة جبل طارق القيام بمهامها الإدارية الأساسية، وفقًا لوثائق الشركة.

ورثت الشركة الجديدة، ومقرها إسبانيا، عقود خليفتها، وتحديدًا عقود توريد مواد مثل الكابلات والأسلاك لشركة الطاقة الليبية المملوكة للدولة. كما شملت العقود عقودًا لتوريد مواد غذائية مثل التونة والجبن.

بدأت المزاعم ضد شركة “بعيو” في أواخر عام 2018، عندما أرسلت الشركة الأم لشركة “الحمراء” والذراع الاستثماري للمؤسسة الليبية للاستثمار، الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية (لافيكو)، مدققين لمراجعة وثائق “الحمراء” وبياناتها المالية للسنوات الثلاث السابقة.

لاحقًا، وجّهت شركة “لافيكو” رسالةً إلى النائب العام تتهم فيها “بعيو” بارتكاب “عدة أفعال ألحقت أضرارًا جسيمة بالشركة، ماديًا ومعنويًا”، والتصرف بطريقة “عرّضت أموال الشركة الأم للتبديد”.

وأوصى ستة مسؤولين في لجنة شكّلتها “لافيكو” في تقرير بإحالة “بعيو” إلى لجنة تحقيق، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك قد حدث بالفعل. نفى “بعيو” هذه الادعاءات آنذاك، وفقًا لتقرير داخلي صادر عن “لافيكو” استنادًا إلى اجتماع معه. ولم تستجب “لافيكو” لطلبات التعليق.

وزعم ديوان المحاسبة الليبي، وهو المراجع العام للدولة، في تقريره السنوي لعام 2020 أن “بعيو” “تعمّد إخفاء الوثائق التي تكشف عن تجاوزاته وتلاعباته”، واتهمه بإخفاء أجهزة كمبيوتر الشركة، وحذف رسائل البريد الإلكتروني، وإخفاء عمليات سحب نقدي من حساب مصرفي للشركة.

وأكد “بعيو” لـ (OCCRP) أن هذه الادعاءات كاذبة.

في نوفمبر 2020، رفعت شركة “الحمراء”، التي كانت آنذاك تحت إدارة جديدة، شكوى ضد “بعيو” في إسبانيا، لكن القضية أُسقطت لاحقًا بعد سحب المدعين للشكوى، وفقًا لما ذكرته محكمة في مدريد لـ (OCCRP).

وعندما اتصل به الصحفيون، أجاب “بعيو” أن القضاء الإسباني قد فصل في “أربع شكاوى” ضده ورُفضت لعدم كفاية الأدلة.

شراء شقة في مدريد

في التقرير السنوي نفسه، أشار ديوان المحاسبة الليبي إلى مدفوعات أخرى غير مبررة لشركة “الحمراء”، بما في ذلك أموال الشركة التي استُخدمت لدفع دفعة أولى لشقة في مدريد.

ذكر تقرير التدقيق تحديدًا تحويلًا لحوالي 164,000 يورو من أموال “الحمراء”. تُظهر السجلات المُدرجة في الوثائق المُسربة أن “الحمراء” أرسلت هذا المبلغ في 10 أكتوبر 2018 إلى شركة تطوير عقاري مقرها مدريد عبر بنك “سانتاندير”.

وأفاد تقرير التدقيق باستخدام فواتير من شركة تونسية مغمورة تُدعى “ترانس أتلانتيك إنترناشونال تريد”، أو “تي آي تي ​​سي أو”، للإيهام بأن المدفوعات كانت لقرض. وأكدت مذكرة من “تي آي تي ​​سي أو” بتاريخ 12 ديسمبر 2018 حصل عليها مركز مكافحة الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، أن الشركة استلمت 164,000 يورو من “الحمراء” مقابل ما قالت إنها فواتير لشهري أكتوبر ونوفمبر من ذلك العام.

وتُعزز رسالة بريد إلكتروني مُسربة من يناير 2019 ادعاء تقرير التدقيق. في الرسالة، طلب المُرسِل الذي عُرِّف عنه بأنه عضو في “القسم المالي” في “الحمراء” من مُستلِمٍ في شركة استشارية إسبانية “مطابقة” ثلاث فواتير لشركة (TITCO) مع دفعة بنك “سانتاندير” من أكتوبر.

كانت شركة (TITCO) شركة تونسية، أُسست في ديسمبر 2013 على يد مواطنيْن ليبيين، هما “عصام أبو زريبة” و”المكي ميلاد محمد إبراهيم”. أُغلقت الشركة في عام 2017، أي قبل عام من إصدار الفواتير. ولا تظهر التقارير المالية السنوية للشركة، التي يقتضيها القانون، في السجل التونسي.

لا يزال “بعيو” مُدرجًا على أنه مالك الشقة المعنية، بالإضافة إلى موقفيْ سيارات قريبين، وفقًا للسجلات العامة الإسبانية. وتُقدر قيمة الشقة، الواقعة في مدريد، بأكثر من 750 ألف يورو.

وفي رده على (OCCRP)، قال “بعيو” إن الشركة حصلت على قرض قانوني، وأن العديد من السلطات الليبية أكدت صحة الإجراء. ووصف الادعاء باستخدام فواتير شركة (TITCO) لإخفاء شراء الشقة بأنه “كاذب ومضلل”، وقال إن الشكوى رُفضت.

لم يرد “أبو زريبة وإبراهيم” وديوان المحاسبة الليبي على طلبات التعليق.

نفقات “الحمراء” المشبوهة الأخرى

بين عامي 2016 و2017، أنفقت “الحمراء” أيضًا أكثر من 145,000 يورو على السفر والخدمات الطبية ونفقات متعلقة بالتعليم، وفقًا لسجلات الشركة الداخلية التي اطلع عليها (OCCRP).

أبلغ “بعيو” (OCCRP) أن اللوائح الداخلية لموظفي (LAFICO) تُخول الشركة تغطية الرسوم الدراسية لأطفالهم. ولم يُجب بشكل مُحدد على أسئلة حول نفقات السفر والنفقات الطبية.

وشملت هذه النفقات 9,745 يورو استُخدمت لدفع النفقات الطبية لوالدة أحد الموظفين، وفقًا لتقرير (LAFICO). كما أشار التقرير إلى دفعات مُتعددة من “الرسوم الدراسية” لأطفال موظف آخر.

كما سددت “الحمراء” عدة دفعات إيجار بين نوفمبر 2017 ومارس 2018 نيابةً عن “أحمد معيتيق”، نائب رئيس الوزراء الليبي آنذاك، وامرأة تُشير منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنها زوجته. وبلغت قيمة هذه الدفعات، والتي تشمل أيضاً شقة في مدريد، 8000 يورو، وفقاً لفواتير من شركة العقارات وسجلات “الحمراء” المصرفية. ولم يتضح سبب قيام “الحمراء” بهذه المدفوعات، التي لم تُذكر في التقارير الليبية الرسمية.

ووصف “بعيو” وصف (OCCRP) لهذه المعاملات بأنه مُضلل من الناحية الواقعية، وقال إنه بُرئ من هذا الادعاء، دون تقديم أي تفسير إضافي.

ولم يُجب “معيتيق” على الأسئلة.

وفي صفقة أخرى لم تظهر أيضاً في أي من التقارير الليبية الرسمية، دفعت شركة “الحمراء” أكثر من 250 ألف يورو عام 2016 لشراء مصنع عنوان حسابه المصرفي هو نفس عنوان تونس الذي تستخدمه شركة (TITCO).

وفقًا لسجلات تحويل المدفوعات التي حصل عليها مشروع (OCCRP)، وُضعت الأموال في حساب مصرفي تونسي لمستفيدين اثنين، أحدهما “المكي”، أحد مؤسسي شركة (TITCO).

عندما زار الصحفيون الموقع عام 2023، لم يُعثر على أي أثر للمصنع. كما لم يُعثر على أي أثر للمصنع في سجل الشركات التونسي.

صرح “بعيو” أن مشروع المصنع أُلغي في النهاية، وأُعيد توجيه الأموال لشراء شاحنة. ولم يُقدم أي دليل.

دخلت شركة “الحمراء” في حالة تصفية في إسبانيا عام 2022، إلا أن “بعيو” لم يُعلن استقالته من منصبه إلا في العام التالي في منشور على “فيسبوك”.

بحلول ذلك الوقت، كان “بعيو” قد أفصح عن طموحاته الرئاسية. لكنه لم يُتح له الفرصة لاختبارها: فقد أُجلت الانتخابات الليبية مرارًا وتكرارًا، ولم تُعقد بعد.

“حسني بي”: اقتصاد الظل والمضاربات جميع مصادرها أموال عامة تمثل نزيفا خفيّا يلتهم مليارات الدولارات

يعيش الاقتصاد الليبي منذ سنوات تحت ضغط سلسلة من الممارسات المضاربية، نتيجة سياسات مالية ونقدية، فتحت الباب أمام نزيف مالي هائل ينعكس مباشرة على القدرة الشرائية للمواطن، وعلى استقرار المالية العمومية والنظام النقدي لليبيا .
وتشير المعطيات إلى أنّ ثلاثة مجالات رئيسية تمثّل أكبر منافذ الهدر “سوق الصرف، الصكوك البنكية، وقطاع المحروقات والطاقة”.
مجموع هذا النزيف يتجاوز عشرات المليارات سنوياً، ما يجعل الظاهرة أقرب إلى “اقتصاد موازٍ” يمتصّ موارد الوطن ويعيق أي إصلاح تنموي حقيقي يخدم الوطن .

  1. المضاربة على فارق سعر
    الدولار: سوق علني حتى ان يجب ان يكون صامت بحجم يفوق 20 مليار دولار سنوياً
  • يُتداوَل في السوق الرسمي و الموازي أكثر من 20 مليار دولار سنوياً بين بيع وشراء مصارف و سوق موازي .
  • ومع الفارق الكبير بين سعر الصرف الرسمي والسوق السوداء، ترتفع فرص المضاربة إلى ما يقارب 20% من الحجم المتداول.
    ذلك يعني أنّ أرباحاً تُقتنص خارج المنظومة المالية الشرعية تقدَّر بنحو:
    4 مليارات دولار سنوياً وهي أرباح
  • لا تخضع للرقابة ولا للضرائب
  • تُستخدم في تغذية شبكات وساطة ترفع الضغط على الدينار
  • تزيد من نسب التضخم، ما ينعكس مباشرة على أسعار السلع الأساسية والمواد المستوردة.
  1. “حرق الصكوك” في السوق النقدية: تقدر ب 25 مليار دينار تتبخر سنوياً
    يتداول السوق نقداً ما يقارب 120 مليار دينار سنوياً في شكل تعاملات مباشرة، بعيداً عن القنوات البنكية.
    وفي ظل شح السيولة ورفض بعض المتعاملين التعامل بالصكوك، تتحول هذه الأخيرة إلى سلعة مضاربية يُخصم منها ما يصل إلى 25% من قيمتها تحت ما يعرف بـ “حرق الصكوك”.
    وتشير التقديرات إلى أنّ الخسائر الناتجة عن هذا السلوك تصل إلى:
    25 مليار دينار سنوياً
    وهو مبلغ يكفي لتغطية برامج دعم اجتماعي واسعة أو لتمويل مشاريع بنية تحتية كبرى.
    هذا النوع من المضاربة:
  • يعكس أزمة ثقة بين المواطن والمؤسسات المالية،
  • ويفاقم خروج السيولة من البنوك.
  • يفسد موضفي القطاع المصرفي
  1. المضاربة في قطاع المحروقات والطاقة:
    نزيف يعادل 6 مليارات دولار سنوياً
    يبلغ إجمالي الإنفاق السنوي على المحروقات والطاقة بين 12 و14 مليار دولار.
    لكن جزءاً كبيراً من هذه الكتلة المالية يُستنزف بسبب:
  • فرص التهريب عبر الحدود
  • السرقات من شبكات التوزيع
  • المضاربة في الأسعار والكميات
    وتُقدَّر هذه الخسائر بما يقارب:
    6 مليارات دولار (أي حوالي 32 مليار دينار)
    ما يعني أنّ المواطن يخسر نصف ما ينفقه تقريباً على هذا القطاع الحيوي، وهو ما يضع ضغطاً كبيراً على الميزانية وعلى فاتورة الدعم.

تقدير إجمالي للنزيف الاقتصادي
عند تجميع الخسائر من المجالات الثلاثة، نصل إلى:

  • المضاربة على الدولار: 4 مليارات دولار
  • حرق الصكوك: 25 مليار دينار
  • المحروقات والطاقة: 6 مليارات دولار (32 مليار دينار)
    أي ما يعادل أكثر من 16 مليارات دولار سنوياً او ما يقارب 100 مليار دينار ، وهو رقم يكفي لتمويل:
  • بناء آلاف المدارس والمستشفيات
  • تطوير شبكات النقل والطاقة
  • تخفيض الدين العمومي
  • تحسين الأجور والقوة الشرائية

إن استمرار هذا الوضع يعني أن الاقتصاد الرسمي بات محاصراً باقتصاد موازٍ حجمه يكاد ينافس ميزانية الحكومة .
الحلول موجودة… لكن القرار يتأخر
وفق بحجة ” توحيد الحكومة ” للاسف ذلك حسب طلب خبراء الاقتصاد ومسؤولين سابقين، فإن الحلول ليست معقّدة كما قد يبدو، وتشمل رغم الاتقسان و الحلول تتمثل في :

  • تعصير منظومة الدفع الإلكتروني وإنهاء عصر “الكاش”.
  • إصلاح سوق الصرف وتوحيد الأسعار تدريجياً.
  • رقمنة قطاع المحروقات من الإنتاج إلى التوزيع لمنع التهريب.
  • إعادة الثقة في البنوك عبر تسهيل معاملات الصكوك.
  • تعزيز الرقابة الجمركية والمالية بأدوات تكنولوجية.
    غير أنّ ما ينقص فعلياً هو الإرادة السياسية للمرور إلى التنفيذ، لأن كلفة التأجيل لم تعد تحتمل.

وزير النفط يبحث مع رئيس شركة مداد للطاقة السعودية فرص التعاون في مشروعات التكرير والتسويق

بحث وزير النفط والغاز المكلف بحكومة الوحدة الوطنية “خليفة عبدالصادق” مع رئيس مجلس إدارة شركة “مداد” للطاقة السعودية “عبدالإله العيبان”، فرص التعاون في مشروعات التكرير والتسويق والموارد غير التقليدية، إضافة إلى مناقشة رؤية الوزارة لعودة الشركات العالمية للعمل في السوق الليبي في ظل نجاح شركات كبرى في استئناف نشاطها.

واستعرض رئيس مجلس إدارة شركة “مداد” للطاقة السعودية خبرات الشركة ونجاحاتها، معربًا عن استعداد الشركة لنقل خبراتها والمساهمة في مشاريع استراتيجية داخل ليبيا، كما أكدت شركة مداد رغبتها القوية في توسيع التعاون مع وزارة النفط والغاز الليبية بما يدعم المصالح المشتركة ويعزز مسار التنمية المستدامة لقطاع الطاقة في ليبيا.

“ناجي عيسى” يناقش مع رئيس ديوان المحاسبة إجراءات اعتماد ميزانيات المصرف المركزي والمصارف الليبية

ناقش محافظ مصرف ليبيا المركزي “ناجي عيسى” مع رئيس ديوان المحاسبة “خالد شكشك”، إجراءات اعتماد ميزانيات المصرف المركزي والمصارف الليبية، وعدد من الملفات الرقابية والمالية ذات الصلة بتطوير أداء القطاع المصرفي بما يضمن تعزيز الشفافية وتحسين مستوى الإفصاح المالي.

وتم خلال الاجتماع مناقشة مراجعة ضوابط الإنفاق العام وتزايد حجم الإنفاق وتأثيره على قدرة المصرف المركزي في المحافظة على سعر الصرف، وأهمية وضع إطار عام مُوحد للإنفاق يضمن الاستدامة المالية والاستقرار المالي والنقدي.

كما تم استعراض الإجراءات التي قام بها المصرف المركزي في إطار استراتيجية الشمول المالي والتحول الرقمي والتوسع في عمليات الدفع الإلكتروني، وتطوير نشاط الصرافة والحد من السوق السوداء.

مصراتة تحتضن المنتدى المصرفي لتكنولوجيا الأعمال في دورته الثالثة

تنطلق يوم السبت المقبل بمدينة مصراتة فعاليات المنتدى المصرفي لتكنولوجيا الأعمال في دورته الثالثة، بمشاركة قادة المصارف وشركات التأمين وشركات التقنية والاتصالات وشركات الدفع الإلكتروني ورواد الأعمال والمشاريع الناشئة، وخبرات مصرفية ومشاركات عربية وعالمية.

وتحظى هذه النسخة من المنتدى على سيقام على أرض معرض مصراتة الدولي، برعاية شرفية من مصرف ليبيا المركزي والراعي البلاتيني مصرف الجمهورية وشركة لاكجوري والشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات القابضة، ويتواصل المنتدى على مدى ثلاثة أيام من 22-24 نوفمبر الجاري.

“أبوسيف اغنيه” يكتب: الجريمة المنظّمة في أفريقيا.. قراءة معمّقة في الحالة الليبية

كتب: د. أبوسيف الزروق اغنيه / الخبير الدولي في الاقتصاد والتمويل الإسلامي

ظلّ الجدل قائمًا لسنوات حول ما إذا كان من الملائم الحديث عن وجود جريمة منظّمة في أفريقيا. ويعكس استمرار هذا النقاش حاجة ملحّة إلى وضوح مفاهيمي أكبر، نظرًا لما يترتب على هذا المفهوم من آثار مباشرة على البحث العلمي وصياغة السياسات العامة.

ينطلق هذا الجدل من الادعاء بأن مفهوم “الجريمة المنظّمة” ذو منشأ غربي، ويتم إسقاطه على السياقات الأفريقية أحيانًا بما يخدم أولويات المانحين وجهود التنمية الدولية. ويرى النقّاد أن هذا المفهوم لا يعكس بدقة طبيعة التفاعل بين الدولة والقطاع الاقتصادي المشروع والجهات الإجرامية في أفريقيا، كما أنه يميل إلى توصيف الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية الواسعة في القارة على أنها جريمة منظّمة.

ويستند هذا التشكيك كذلك إلى الاعتقاد بأن الجريمة المنظّمة، بالمعنى التقليدي المرتبط بتشكيلات شبيهة بالمافيا الصقلية وشبكات المحسوبية، ليست موجودة في أفريقيا. ويزداد المشهد تعقيدًا بفعل غياب تعريف عالمي جامع؛ إذ إن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية (UNTOC) تكتفي بتعريف “الجماعات الإجرامية المنظّمة” دون تقديم تعريف مباشر لمفهوم “الجريمة المنظّمة”.

إلا أن التحليل القائم على الأدلة الميدانية يُظهر بوضوح أن الأنماط المختلفة من الأنشطة غير المشروعة المنتشرة اليوم في القارة – من حيث تطورها واتصالها بالاتجاهات الإجرامية العالمية – تُشكّل جريمة منظّمة مكتملة الأركان، تعمل محليًا وعبر الحدود. ويعتمد “المؤشر” (Index) تعريفًا إجرائيًا للجريمة المنظّمة بوصفها:

أنشطة غير قانونية تمارسها مجموعات أو شبكات تعمل في تنسيق ممنهج، وتستخدم العنف أو الفساد أو أدوات مرتبطة بهما لتحقيق مكاسب مالية أو مادية، سواء داخل حدود الدولة أو عبرها.

وتبرز أمثلة عديدة على ذلك، من بينها:

نظام الجباية الذي تفرضه حركة الشباب في الصومال،

العصابات المتجذّرة في جنوب أفريقيا،

الانتشار الواسع لجرائم الاحتيال والاختلاس والفساد عبر القارة،

وكلها تُبرز قدرة الفاعلين الإجراميين على استغلال أنظمة الحوكمة، وتسخير العنف والفساد لتحقيق مصالحهم. كما تمثل شبكات تهريب البشر والاتجار بهم في شمال أفريقيا نمطًا واضحًا للتنسيق العابر للحدود، فيما تكشف تجارة الكوكايين في غرب أفريقيا الدور المحوري للفساد في دمج القارة داخل شبكات التهريب العالمية. فهذه الظواهر ليست مجرد امتداد للاقتصاد غير الرسمي، بل هي منظومات إجرامية واسعة تمتاز بالعنف والتنسيق العالي والهيكلة الهرمية والامتداد الإقليمي والدولي، وكلها سمات راسخة للجريمة المنظّمة.

وقد أدركت الدول الأفريقية والهيئات الإقليمية خطورة هذه الظاهرة من خلال منظوماتها القانونية. فجنوب أفريقيا سنّت قانونًا خاصًا لمكافحة الجريمة المنظّمة، كما تناولت اتفاقيات الاتحاد الأفريقي والتجمعات الإقليمية هذه الظاهرة بوضوح، في حين صادقت غالبية الدول الأفريقية على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية. ويعكس هذا الاعتراف الرسمي اتفاقًا واسعًا على أن الجريمة المنظّمة ليست واقعًا قائمًا في أفريقيا فحسب، بل تمثل تحديًا بنيويًا يتطلب تدخلًا عاجلًا ومنسّقًا.

ما هو الحل في ليبيا؟

في ليبيا، تُظهر التقديرات والتحليلات الحديثة أن الجريمة المنظّمة باتت عنصرًا مؤثرًا في البيئة الأمنية والاقتصادية، مدفوعة بعوامل معقدة أبرزها هشاشة الدولة، تعدد مراكز القوة، انتشار السلاح، وتداخل النشاطات الإجرامية مع الاقتصادين الرسمي وغير الرسمي. وتتمثل أبرز مظاهرها في:

شبكات تهريب البشر والاتجار بهم الممتدة عبر الساحل والصحراء.

تهريب الوقود والسلع المدعومة عبر شبكات تتسم بالتنسيق والعائدات الكبيرة.

الجريمة العابرة للحدود المرتبطة بالتهريب بين ليبيا ودول الجوار.

أنشطة مالية غير مشروعة مثل غسل الأموال والاحتيال والاستيلاء على الموارد العامة.

تداخل بعض النشاطات المسلحة مع الاقتصاد الإجرامي بدرجات متفاوتة.

في ليبيا تظهر أشكال الجريمة المنظّمة الهجينة، بطابع خاص يختلف عن النموذج التقليدي الإيطالي أو المكسيكي. وهي شبكات تجمع بين:

عناصر من مجموعات مسلحة.
مهربين محترفين.
فاعلين اقتصاديين.
نافذين سياسيين.
شبكات إقليمية تمتد إلى أغلب الدول المجاورة لليبيا.

وهذه الأنشطة لا يمكن تصنيفها كجريمة فردية أو نشاط غير رسمي تقليدي؛ بل تمتلك عناصر واضحة من التنظيم، وتقاسم الأدوار، واستعمال القوة أو التهديد بها، والقدرة على اختراق المؤسسات العامة للدولة، وهي المعايير الأساسية للجريمة المنظّمة الحديثة.

وبالتالي، فإن الحالة الليبية تُعدّ مثالًا بارزًا على تعقّد الجريمة المنظّمة في السياقات الضعيفة أو غير المستقرة، مما يستدعي بناء سياسات وطنية متخصصة وإجراءات إقليمية مشتركة للسيطرة على الجريمة المنظمة منها على سبيل الاولويات لا الحصر:

توحيد المؤسسات الأمنية والقضائية.
قيادة مركزية موحدة.
حوكمة المنافذ البرية والبحرية والجوية.
سيطرة الحكومة على المنافذ.
بناء جهاز استخبارات مالي قوي (Financial Intelligence Unit).
إصلاح قطاع الدعم والوقود.
استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الجريمة المنظمة.