كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، أن إدخال المرتزقة الأجانب إلى ليبيا لا يزال مستمرا، مشيرة إلى أن هناك ما لا يقل عن 20 ألف جندي من المرتزقة في ليبيا، من بينهم مقاتلين ومستشارين عسكريين من روسيا وسوريا وتشاد وتركيا والسودان.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أنه في الـ 7 من ديسمبر الماضي، دخلت رحلة جوية محملة بالمقاتلين والذخائر إلى ليبيا، وذلك رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات الليبية بتونس على أمل إنهاء الحرب الأهلية.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر دبلوماسي غربي مطلع على معلومات استخباراتية أمريكية بأن ” هذا ما يعّد مرعبا للغاية بالنسبة إلى الليبيين، ففي الوقت الذي توقف فيه القتال وتوطدت آفاق جديدة للسلام، تسعى روسيا وتركيا ودول أخرى إلى ترسيخ وجودها بالمنطقة.”
هذا وفضحت” واشنطن بوست”، أن طائرة المقاتلين التي دخلت ليبيا في الـ 7 من ديسمبر الماضي، ليست سوى واحدة من بين 330 طائرة روسية دخلت ليبيا على مدار الـ 18 أشهر الماضية، مشيرة إلى أن عمليات النقل الروسية للمقاتلين والذخيرة ليست سوى جزء ضئيل من القوى التي جاءت بواسطة تركيا والإمارات ودول أخرى تدعم الحرب في ليبيا.
كما لفتت الصحيفة إلى أن تجاهل هذه الدول للموعد النهائي لسحب قواتها هي علامة تنذر بالسوء، وفي هذا السياق قال مسؤول غربي مطلع إن ” التدفق الأجنبي اليوم يفوق الخيال والليبيون أنفسهم، كثيرون منهم اليوم يفهمون الخطر الوجودي الذي يمثله هذا التدخل وهم يحاولون التصرف قبل فوات الأوان.
تقرير ” واشنطن بوست ” الذي استند في معلوماته على تقرير سري للأمم المتحدة، كشف أن روسيا وتركيا هما القوتان المهيمنتان اليوم في ليبيا، مشيرا إلى أنهما يتنافسان على اقتسام ثروات النفط والغاز في البلاد ويسعيان إلى السيطرة على القواعد العسكرية للتأثير في شكل أية حكومة مستقبلية.
وهنا يحذر تقرير” واشنطن بوست”، من تقسيم البلاد من قبل روسيا وتركيا في حال عدم تحقيقهما للأهداف المأمولة، خصوصا وأنهما في وضع قوي يسمح لهما بذلك، وفي هذا السياق يعترف صناع القرار بأن ليبيا ربما تفتقر اليوم إلى القوة اللازمة لتفادي هذه الأزمة.