واشنطن بوست: “وصول المقاتلين الروس يزيد من أوج النيران القاتلة ، وأساليب حديثة للحرب الأهلية في ليبيا”
وافتتح الكاتب مقاله من خلال رسم مشهد لحوالي 20 عنصر من المقاتلين الموجودين في مبنى المدرسة الفارغة من جهة، والمقاتلين الروس المدججين بالسلاح والذين كانوا يرتدون زيا داكنا، محاصرين، يتذكرون بعض رجال الميليشيات الليبيين الذين كانوا هناك من جهة ثانية.
وأشار التقرير إلى أنه مع تقدم الليبيين، فتح القناصة النار من الداخل ببنادق عالية القوة. وفي غضون دقائق، قتل ثلاثة من رجال الميليشيات الليبية، وأصيبوا جميعا على مستوى الرأس.
وأكد راغافان أنه نقلا عن قادة عسكريين ليبيين ومقاتلين بالإضافة للجيش الأمريكي وغيره من المسؤولين الغربيين ،فإن المئات من المرتزقة الروس، الذين يعد الكثير منهم مدربون على مستوى عال والمدججين بالسلاح، يقاتلون إلى جانب القائد الليبي الذي نعته بالمنشق خليفة حفتر، معتبرا أنه سعى لإسقاط الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وفق مقاله.
واعتبر التقرير أن هؤلاء الأجانب الذين يقاتلون من أجل الجيش الوطني الليبي والذين وصفهم حفتر بتكتيكات وقوى نارية جديدة في ساحة المعركة، سيهددون بتمديد صراع الأكثر عنفا في هذا البلد، الواقع في شمال أفريقيا منذ ثورة الربيع العربي قبل ثماني سنوات.
ونقل المقال تصريحا للقائد الأعلى لقوات الحكومة الليبية أسامة الجويلي الذي اعتبر أن دخول القوات الروسية في الحرب غيّر ساحة المعركة، مضيفا أن وجودهم عقّد الأمور بالنسبة لهم.
وأشار المقال إلى أنهم يمثلون آخر تصعيد في الحرب الليبية، والتي اجتاحت الدول الأوروبية والعربية، وخاصة الإمارات العربية المتحدة ومصر، رغم الحظر الدولي على الأسلحة، مضيفا أن وصول هؤلاء المرتزقة يأتي في وقت تقوم فيه روسيا بتوسيع نطاق انتشارها العسكري والدبلوماسي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها، حيث تتمتع بنفوذ أكبر في أماكن مثل سوريا أين تنسحب الولايات المتحدة.
واستشهد التقرير باعتراف المتحدثة باسم القيادة الإفريقية للجيش الأمريكي ريبيكا فارمر بعلمهم على دراية بوجود الشركات العسكرية الروسية الخاصة العاملة في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي في شرق ليبيا، مضيفة أنها تعمل في غرب ليبيا.
وأوضح التقرير أن كبار القادة العسكريين في الحكومة الليبية قدروا عدد المرتزقة الروس بـ 300 عنصر على أساس مصادر استخباراتهم داخل منطقة حفتر، حيث أكد أحد القادة الكبار متابعتهم للوضع هناك.
كما ضمّن راغافان اعترافات بعض المقاتلين الموالين للحكومة التي تأكد أن المرتزقة كانوا روسيين من خلال محادثاتهم على الأجهزة المحمولة، حيث يستطيع كلا الجانبان الوصول إلى ترددات بعضهما البعض أحيانا، مضيفا أن المقاتلين الموالين للحكومة كانوا يتحدثون باللغة الروسية، مستشهدين بمعركة المدرسة الخالية، حيث سمعوا مقاتلي العدو يصرخون بأسماء وأوامر باللغة الروسية.