وحيدون فى مواجهة الفيروس الأخطر عالميا، ووحيدون أثناء دفنهم دون وداع الأهل والأقارب.. هذا هو حال مريض فيروس كورونا ” كوفيد-19″، الذى تفشى عالميا فى نحو 60 دولة، وخلف إصابات تقارب الـ 200 ألف حالة فى العالم، وتجاوز عدد الوفيات على مستوى العالم 8 آلاف، غير أن مراسم الدفن لم تكن عادية مثل ما يتوقع الكثيرين، بل دفنوا وحيدين بلا أهل أو أقارب ومنهم من اتخذت حال جثمانه إجراءات أكثر صرامة فحسب الدولة التي توفي فيها.
طرق مختلفة في دفن ضحايا كورونا المستجد ولكن الرابط المشترك هو الوحدة.. رغم الاختلاف الطفيف بين الدول.
الصين
فى الصين التي شهدت ظهور الفيروس لأول مرة فى مدينة ووهان وسط الصين أواخر العام الماضى، ومع تسارع تفشى العدوى فى البلاد، قررت السلطات الصينية، فى فبراير الماضى، حرق جثث ضحايا “فيروس كورونا” بالقرب من مكان وفاتهم، كما حظرت التقاليد الجنائزية مثل مراسم الوداع.
وقالت اللجنة الوطنية للصحة فى الصين ووزارة الشؤون المدنية ووزارة الأمن العام “لا يجوز نقل رفات المتوفين بفيروس كورونا بين المناطق المختلفة، ولا يمكن حفظها بالدفن أو بأى وسيلة أخرى”، ووأوضح “يجب تطهير الجثث ووضعها فى حقيبة مختومة من قِبل العاملين فى المجال الطبى حسب الاقتضاء، ولا يُسمح بفتحها بعد الختم، كما أنه يتعين على دور الجنازات إرسال أفراد ومركبات خاصة لتسليم الجثث وفقًا لطرق محددة، كما يجب حرق الجثث فى محارق جثث محددة”.
إيران
فى إيران التى تفشى كورونا بسرعة فى العديد من المدن الإيرانية، اتخذت إيران طرق وقائية من ضمنها، دفن ضحايا الفيروس تحت اشراف طبى، حيث كشف رضا جلبيرا رئيس مركز ادارة المشافى والخدمات فى إيران عن طريقة دفن ضحايا فيروس كورونا المستجد، قائلا لن يسلم جثمان المتوفى إلى ذويه، وسيتم تغطية الجثمان بشكل كامل، ولن يسمح لاحد فك الغطاء، وستجرى عملية الدفن تحت اشراف طبى بحسب بروتوكول الصحة العالمية”. وظهر مقطع فيديو لدفن احد الضحايا فى مدينة قم، ويقوم 4 أشخاص فقط بدفنه، بعد أن تم وضعه فى تابوت ونقله من قبل وزارة الصحة، وظهر الفيديو أن أهله يشاهدون عملية الدفن من بعيد وهم غير قادرين على الاقتراب لوداع فقيدهم.
إيطاليا
وفى إيطاليا، التى تعد البلد الأكثر تضررا من الفيروس فى أوروبا، بلغت حصيلة المصابين 31506 مقابل 2503 متوفى، وتقام مراسم مصغرة فى خمس دقائق فقط يتلو خلالها كاهن صلاة جنائزية بحضور شخص واحد من الأقارب و2 من عمال دفن الموتى، وأجرت هذه المراسم فى قرية زورليسكو فى شمال إيطاليا المصنفة “منطقة حمراء” بفعل تفشى فيروس كورونا.
من مآسي فيروس كورونا. أنه في ظل فرض قيود الحجر المنزلي ومنع التجمعات لا يمكن أن تقام مراسم جنائزية تقليدية، وإنما يمر الحداد في عزلة ويتحمل أهالي المفقودين الصدمة وحدهم دون مشاركة الأقارب والأصدقاء، ودونما جنازة تليق بأحبائهم، كجزء من القيود الوطنية ضد التجمعات التي فرضت في محاولة لوقف انتشار أسوء كارثة وبائية تواجهها أوروبا.