أثر انتشار فيروس كورونا على نمط الحياة الإقتصادية والاجتماعية حول العالم، بعد حالات الإغلاق التي طاولت المدارس والجامعات ودور العبادة، وقلصت العمل بالدوائر الحكومية والخدمية إلى الحدود الدنيا، حيث تأثرت معظم مهن القطاع الخدمي، ليتصدر الإقتصاد الرقمي معظم المهام، بعد أن تحولت معظم الأعمال إلى المنازل لتتم عبر الشبكة العنكبوتية.
فيما حافظت مهن على أدائها إن لم نقل زادت من وتيرة الإنتاج وساعات العمل، لتسد حاجة المستهلكين، بعد التزامهم بالمنازل، وآثرت مهن الاستمرار رغم المخاطر لتمد المترقبين بالمعلومات والأخبار، ليبقى القطاع الطبي، أكثر المهن التي تمردت على حجر “كورونا” لتستمر بمقدمة المتصدين للانتشار والموت.
المنظفات والتعقيم
شهد قطاع صناعة المنظفات والكحول والمناديل، إقبالاً وانتعاشاً كبيرين خلال الشهر الأخير، الأمر الذي أدى لنفاد العديد من السلع من الأسواق وارتفاع أخرى بنسب مختلفة من بلد للآخر.
القطاع الطبي
تزايدت الدعوات لالتزام المنازل، حيث تزداد المخاوف بسبب ارتفاع عدد الإصابات، الأمر الذي فرض عبئاً إضافياً على عمل المستشفيات، التي تبقي على ساعات العمل على مدار الأربع والعشرين ساعة وفق نظام الورديات كما لا يمكن تقليل العمالة أبداً”.
قطاع الأدوية
كما بقيت الصيدليات من المهن المستمرة وبالصفوف الأولى لمواجهة وباء كورونا، خاصة خلال أيام الانتشار الأولى التي شهدت هجمة كبيرة على مواد التعقيم والكمامات، حيث زادت ساعات العمل تلبية لازدياد الطلب مع اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية”.
شركات التوصيل
لعل قطاع الخدمات المنزلية من أكثر القطاعات التي انتعشت خلال الفترة الأخيرة، فبعض الدول أطلقت خدمة توصيل الغذاء والدواء لمن هم فوق الخامسة والستين عاماً، وتخصيص أرقام خاصة لهذه الأغراض.
كما وسعت بعض المحال من عمالتها، بهدف توصيل الاحتياجات للملتزمين منازلهم، حيث ازدهرت خدمة التوصيل أو التسوق عن بعد التي كانت موجودة سابقا لكنها ولكن توسعت الآن من خلال الاستعانة بشباب للتوصيل نتيجة زيادة الطلب.
ويرى اقتصاديون أن طبيعة المرحلة وسعت من مهنة “خدمة التوصيل للمنازل” كما أوقفت مهناً أخرى، وربما ستعمل على تغيير النمط الاقتصادي برمته إذا استمر الوباء” الذي سيقلل من التنقل وحتى الحاجة للسفر ليتم إنجاز بعض الأعمال، وليس الخدمات فقط، من المكاتب والمنازل.
مخابز ومطاعم
تفاوت تأثير انتشار فيروس كورونا على المنشآت الغذائية بشكل عام، ففي حين زاد إنتاج معامل المعجنات أضعاف كميات الإنتاج، تراجع أداء المطاعم عموماً، بعد أن منع الجلوس داخل قاعات المطاعم في دول، وأغلقت أخرى في بقية الدول.
مهنة المتاعب
وطاولت آثار انتشار فيروس كورونا الإعلام المطبوع، حيث توقفت العديد من الصحف عن الإصدار الورقي وتحولت إلى النسخ الإلكترونية، بينما آثر الإعلام المرئي استمرار البث ليزيد من دوره التوعوي كما تقول مقدمة الأخبار وبرنامج “مؤشر الحدث” بتلفزيون سورية بإسطنبول، نور الهدي مراد.
وتضيف أن الإعلام من القطاعات التي تزدهر وتزداد الحاجة لها خلال الأزمات، كالحروب والأوبئة، ويلوذ الناس بوسائل الإعلام لمعرفة ما يجري، لذلك من الطبيعي أن يستمر الصحافيون في العمل خلال أزمة كورونا، وربما بشكل أكثر من المعتاد.
وتشير الإعلامية مراد لـ”العربي الجديد” أن للعمل في التلفزيون خصوصية إذ من الصعب الحصول على المنتج النهائي على الشاشة فنيًا وصحافيًا، من دون وجود القائمين على مراحله المتعددة في مكان واحد، وعلى أجهزتهم، ولو بأقل نصاب ممكن.
وتضيف أن المذيع بالأحرى من الصعب أن يقوم بعمله إلا من الإستديو، لذلك “نستمر بالتجمع والإنتاج مع أخذ الاحتياطات الصحية” لأن علينا مهام عامة تجاه المتلقي، وخاصة بالنسبة للسوريين بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، إن لجهة نقل معاناتهم أو المساهمة بنشر التوعية حول الوباء.
وتلفت المقدمة التلفزيونية إلى أن عدد ساعات الدوام وأيامه، قد قلت لتخفيف الاحتكاك وتقليل عدد الموظفين المجتمعين، وتم منع دخول الضيوف إلى المبنى وصارت الاستضافات عبر خدمة “سكايب” أو الأقمار الصناعية، لكن التلفزات من المهن التي واجهت الوباء ولم تغلق كقطاعات كثيرة.
وحول آثار تراجع ساعات العمل على أجور الإعلاميين بالتلفزيون، تضيف مراد، إلى الآن لم تتغير أجور الموظفين حتى الذين يعملون من المنازل، وهناك خطة للتعامل مع احتمالية الحظر الشامل للتجوال، تقضي بمناوبات مغلقة لمجموعات من الموظفين لمدة أسبوعين داخل مبنى التلفزيون، من أجل استمرار البث والبرامج.