نشر موقع “لوس أنجلوس تايمز” تقريرا بتاريخ 17 يونيو 2019، اعتبر فيه أن هناك حربين متزامنتين في ليبيا، واحدة ميدانية حيث يتبادل فيها الرصاص والقنابل بين ” الجيش الوطني الليبي” وبين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
ويشير كاتب التقرير “نبيه بولص” إلى أن الحرب الثانية لا تقل حدتها عن الأولى ولكنها افتراضية، تستمد عتادها من مجموعة من المعلومات المضللة ومقاطع الفيديو المروعة، والصور التي يروجها “محاربو لوحة المفاتيح ” أو “الأبطال الرقمين” ، كما يقوم الليبيون أحيانا بوصف الثوار على الإنترنت.
وينطلق التقرير بسرد حادثة سقوط طائرة مسيرة من الجو جنوب طرابلس، كحدث اعتبره غير مهم، بحيث لم تكن مسلحة ولم تخلف ضحايا، وأشار الكاتب أنه بحلول المساء كانت الطائرة المسيرة محل آلاف المبارزات العاطفية على صفحات الفيسبوك بخصوص مصدرها.
ويشير المقال إلى أن هيكل الطائرة كان موضوعا لعدد من التقارير التي بثتها القنوات الفضائية في أنحاء المنطقة كلها.
ويفيد التقرير بأن الفيسبوك يعد وسيلة التواصل المفضلة لثلث سكان البلاد، الذي يبلغ عددهم 6.3 مليون نسمة، موضحا أن ما يميز المجتمع هو الانقسام في الولاء لحكومتين متنافستين أو ثلاث حكومات، بحسب نظرتهم للأمور، ناهيك عن القبائل المتعددة والفصائل المسلحة التي تغير ولاءها في كل وقت.
وضمّن كاتب المقال تصريحا لباحث ليبي في منابر التواصل الاجتماعي، قال فيه “إن كل شخص لديه صفحة على فيسبوك عندما تسأل الساسة والمسؤولين والمقاتلين عن عنوانهم يعطونك معلوماتهم على فيسبوك”.
وخلص المقال أنه في ظل غياب الوسائل الإعلامية المستقلة، فإن المواد المنشورة على صفحات “فيسبوك” في الداخل والخارج أصبحت المصدر الرئيسي للتواصل الإعلامي، وصارت في الوقت ذاته السلاح الذي يتم حشده لدعم التطورات في ساحة الحرب الحقيقية.
كما نقل “بولص” عن الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي “أديد بيركويز” ونائب مدير “ماكس سيكيوريتي”، قوله إن جميع الأطراف تستخدم صفحات الفيسبوك سلاحا للدعاية، حيث يتم استخدام حملات التضليل الإعلامي لاتهام كل طرف “بالتسبب بالضرر الكبير، والقتل المقصود للمدنيين، واتهام العدو بخدمة المصالح الأجنبية، واستجلاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى صفوفه”.