في مقاطعة بيرغامو الأكثر تضرراً من فيروس كورونا في إيطاليا، بدأ حرق الجثث يعمل على مدار الساعة، كما ملأت التوابيت مشرحة مستشفيين بالكامل، ثم مشرحة المقبرة، وأصبحت النعوش تصطف داخل كنيسة المقبرة.
وامتد قسم النعي في الصحيفة المحلية اليومية من صفحتين أو ثلاث صفحات إلى 10 صفحات، ويسرد أحياناً ما يصل إلى 150 اسماً، فيما ذكر رئيس التحرير أن ذلك يشبه “نشرات الحروب”، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 16 مارس 2020.
بحسب حصيلة الوفيات، أصبح فيروس كورونا كارثة تاريخية غير مسبوقة على مقاطعة بيرغامو الشمالية، ولكن الأزمة أصبحت تتخذ بُعداً آخر، إذ يتعين الآن أن تكون الوفيات والحداد عليها في عزلة تامة، ويمر الجميع بتلك الصدمة وحدهم، ويحتفظون بها لأنفسهم، دون مشاركة.
في جميع أنحاء بيرغامو، أصبح يُؤخذ المرضى في سيارات الإسعاف ويُسرع بهم إلى المستشفى ويموتون في أجنحة منعزلة دون أن يُسمح حتى بوجود أقرب أقربائهم، ولم تُجر العديد من الجنائز إلا بحضور القسيس الذي أصبح مقيماً في دار الجنائز في الوقت الحالي، بينما يخضع أفراد العائلة لقيود صارمة على التجمع، ويظلون إما في الحجر الصحي أو أنهم مرضى بأنفسهم.
مع وصول أعداد الوفيات إلى أرقام هائلة، أصبحت هنالك قوائم انتظار لمراسم الدفن وحرق الجثث، وفقاً للصحيفة الأمريكية.