Skip to main content
|

كورونا تحاصر ليبيا..فهل يكون عامل الوقت ورقة رابحة لتلافي الأسوء؟

يتواصل انتشار فيروس كورونا بشكل سريع في أنحاء العالم حيث يتابع العالم بذعر بالغ توسع رقعة انتشاره بشكل سريع وظهوره في المزيد من دول العالم، فيما تحولت دول أخرى إلى بؤر للمرض لا يُنصح بزيارتها وتُمنع الطائرات القادمة منها.

لا تبعد السواحل الليبية أكثر من 300 كلم عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تشهد كل عام وصول آلاف المهاجرين غير الشرعيين، غير أن هذا البلد أصبح البلد الأكثر تضررا بفيروس كورونا، أو “كوفيد-19” بعد الصين، عقب وصول نسبة الإصابات والوفيات إلى مستوى غير مسبوق، الأحد، حيث قفزت أعداد الوفيات من 133 إلى 366، فيما وصل عدد الإصابات من 1،492 إلى 7،375، بحسب وكالة الحماية المدنية الإيطالية.

وفرضت السلطات الإيطالية حجرا صحيا على كامل منطقة لومبادريا، التي تضم مدينة ميلانو العاصمة الاقتصادية للبلاد، ومنطقة البندقية وشمال منطقة إيميليا رومانيا وشرق بييمونتي، في وقت باتت إيطاليا إحدى أكبر بؤر فيروس كورونا المستجد خارج الصين القارية، حيث أعلن رئيس الحكومة الإيطالية جيوسيبي كونتي، توقيع هذا المرسوم الذي سيفرض ابتداء من يوم الأحد، قيودا صارمة على الدخول والخروج إلى منطقة واسعة في شمال إيطاليا بما في ذلك ميلانو والبندقية.

وهكذا تكون السلطات الإيطالية عزلت حوالي 16 مليون شخص في تلك المناطق حتى الـ3 من أبريل المقبل، في محاولتها للسيطرة على تفشي الوباء، حيث منعت كل المناسبات الثقافية والرياضية والدينية في إقليم لومبارديا و14 محافظةً إيطالية، وستغلق كل الملاهي الليلية وصالات الكازينو والألعاب ومدارس الرقص أبوابها حتى الثالث من ابريل، وفق المرسوم، فضلاً عن إقفال المتاحف والمسارح وصالات السينما في كافة أنحاء البلاد.

كما سجلت الجارة تونس، التي تربطنا بها حدود مشتركة يبلغ طولها 459 كم وبوابتين مشتركتين نشطتين في حركة العبور المشترك بين البلدين، ثاني حالة إصابة بفيروس كورونا فيما تم وضع 2000 مواطن تونسي تحت الحجر الصحي وفق ما أكدته وزارة الصحة التونسية.

وظل المنفذان البريان بين تونس وليبيا الذهيبة وراس اجدير، منذ أكثر من ثلاثة عقود، همزة الوصل وشريان العلاقات المشتركة سواء لغرض النشاط التجاري بين البلدين أو لتحول المواطنين الليبين لتلقي العلاج في تونس.

أما الشقيقة الجزائر والتي يبلغ طول الحدود المشتركة معها 982 كغ ، فسجلت 20 حالة إصابة بفيروس كورونا وفق آخر الأرقام المنقولة عن وكالة رويترز.

أما في مصر فأعلنت وزارة الصحة المصرية تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا لمواطن ألماني الجنسية في مستشفى بمحافظة البحر الأحمر شرقي مصر، فيما تم تسجيل 55 حالة إصابة 7 منها اليوم الإثنين.

وأصاب الفيروس أكثر من 1100 ألف حول العالم في 97 دولة، توفي منهم قرابة 3840، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، وأدى إلى تعليق العمرة، وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية حول العالم، وسط جهود متسارعة لاحتواء المرض.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية يناير الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي أثار حالة رعب تسود العالم.

ومن جهته أكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض، الأحد عدم تسجيل أي حالات اشتباه بفيروس «كورونا» المستجد في ليبيا، ما يفسح المجال لعديد الأسئلة، إلى متى ستصمد ليبيا أما هذا الجائح العالمي، الذي عجزت عن مجابهته أعتى الدول المتقدمة؟ وماهي الاستعدادات التي شرعت فيها بلادنا لتلافي أضرار حتمية وللتخفيف من المخاطر المحتملة عبر استغلال عامل الوقت الذي يلعب ورقة رابحة مهمة لتذليل الخسائر؟


مشاركة الخبر