أفاد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بأن ليبيا “باتت قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق في حرب أهلية” وذلك إثر كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الثلاثاء، داعيا إلى الوقف الفوري للقتال والعودة إلى عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
ونوه سلامة إلى أن ليبيا كانت على أعقاب مؤتمر غدامس الذي يهدف إلى إنهاء المرحلة الانتقالية وإدخال ليبيا إلى مرحلة سياسية جديدة تكون فيها الكلمة الفيصل لصندوق الاقتراع، قبل أن تشن قوات الجنيرال حفتر هجومها على طرابلس الذي أثر على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا.
فهذا الهجوم لم يعرقل فرصة إنشاء حكومة وطنية موحدة فقط بل تسبب في فراغ أمني استغلته داعش والقاعدة لشن هجمات على المناطق الجنوبية على غرار سبها وغدوة وزلة.
وتابع المبعوث الأممي أن اشتباكات طرابلس غذّت أيضا تدفق السلاح، في انتهاك صارخ للحظر المفروض على ليبيا. كما أدت إلى ارتفاع الأسعار وتضرر شبكة المياه والكهرباء.
إلى جانب هذا تسبب النزاع في تزايد الانتهاكات على طاقم الإسعاف، فمنذ بدء الهجمات على طرابلس تعرضت إحدى عشرة سيارة إسعاف للقصف الجوي أثناء أداءها للخدمة، كما طالت الاعتداءات عدد من الصحفيين والمسؤولين الذين طالتهم عمليات الخطف والاحتجاز، وهو ما أدانه سلامة إثر إحاطته بالوضع في ليبيا أمام مجلس الأمن.
ورغم سعي جميع الأطراف إلى الحفاظ على المصلحة الوطنية من خلال عدم وقف إمدادات النفط إلا أن هناك مؤشرات على محاولة فرع المؤسسة الوطنية للنفط بالمنطقة الشرقية تصدير النفط، في خرق لنظام العقوبات المفروض وفقا لما أفاد به المبعوث الأممي خلال مداخلته، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات من شأنها تقسيم المؤسسة الوطنية للنفط المصدر الأكبر للمداخيل في ليبيا.
من جهة أخرى أشاد سلامة بإجراء الانتخابات في 22 بلدية بين المناطق الغربية والجنوبية في ليبيا، داعيا مجلس الأمن إلى دعم سير الانتخابات البلدية في ظل قيام الحكومة المؤقتة بتعيين عمداء للمجالس و عرقلة إجراء الانتخابات البلدية.
كما أكد المبعوث الأممي أنه “قد آن الأوان لأولئك الذين يتوهمون إمكانية حل الازمة الليبية عسكرياً بأن يدركوا ويقبلوا حقيقة أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا”، متابعا “أن البعثة تتشاور مع مختلف الأطراف للحفاظ على الحد الأدنى من المرونة السياسية بين مختلف المجموعات التي ستحتاج عاجلاً وليس آجلاً إلى الرجوع والعمل معاً لصياغة مستقبل أفضل”.