قال رجل الأعمال “حسني بي” إن إغلاق المقاصّة فيه مضرة للمواطن والوطن وهو كارثة اقتصادية، مؤكدا بأن ضررها ليس محصورًا في الشرق أو الغرب، بل اليوم أصبح المواطن حتى في العاصمة طرابلس لا يستطيع التصديق على صك من مصرف لمصرف آخر، رغم أن المقاصة حق لجميع الليبيين الاستفادة منها.
وأضاف “حسني بي” بأن الكثيرين لا يعلمون ما هي المقاصة، فالبعض يظن أن بفتحها النقود ستذهب لحفتر، والبعض يعتقد بأن فتحها سيسحب الدولارات، والكثير من الكلام الذي لا أساس له من الصحة اقتصاديا، وفي حقيقة الأمر المقاصة ليست إلا حسابات جارية ما بين المصارف وحسابات جارية بين المواطنين.
وأوضح بأنه إذا كان القصد من إقفال المقاصة الإضرار بجزء من الشعب الليبي أو الإضرار بأشخاص مثل حفتر أو الحبري، فإن ضرر إقفالها في الواقع يصل لجميع الليبيين، وهذا ما حصل، فلم يتضرر حفتر ولا الحبري ولا غيرهما والدليل أنه تم تمويل الميزانيات شرقا وغربا بالعجز “65 مليار دينار شرقا و75 مليارًا غربا”.
وأشار إلى أنه لو لم يكن هناك دخل للنفط لكان العجز قد تعدى 300 إلى 400 مليار، ولكن إيرادات النفط التي تودع بالمصرف المركزي في الإدارة العامة كما هو يجب أن يكون، جنبتنا زيادة العجز، وتابع قائلا بأن هذا العجز ليس مبلغا واجب الدفع، إنما هو موضوع وانتهى وهو مجرد حبر على ورق والشعب الليبي دفع ثمنه.
“حسني بي” أكد أن المشكلة اليوم في أننا بات لدينا مجددا أكثر من سعر، فهناك سعر للمصارف الخاصة، وسعر لمصرف الوحدة وسعر لمصرف الجمهورية وسعر لمصرف التجارة والتنمية، وإقفال المقاصة لا يمنع حفتر ولا الحبري ولا الثني ولا عقيلة صالح ولا أي أحد من تحصيل الأموال من المصارف في الشرق ويمشي يشري بها دولارات من السوق السوداء ويمول بها من جديد اعتمادات في الغرب.
ونفى “حسني بي” الشائعات التي تتحدث بأن له مصالح مع مصرف التجارة والتنمية، قائلا: “ليس لديّ أي مصلحة مع هذا المصرف”، مضيفا بأنه لا يعارض قفل مصرف ليبيا المركزي المقاصة على مصرف بعينة سواء أكان التجارة والتنمية أو غيره، لكن المشكلة في قفل المقاصة بالكامل.
وأردف قائلا: “ليست هناك مشكلة في قفل المقاصة على مصرف أو مصرفين أو حتى ثلاثة شرقا أو غربا، وليست هناك مشكلة في معاقبة المركزي لأفراد أو شركات أو مؤسسات أو مدراء مصارف أو حتى يعاقب مصارف بأكملها، ولكن ما هو قائم حاليا من إقفال للمقاصة وصل تأثيره لكل الليبيين حتى في طرابلس، حيث أنك لو أردت تحويل أموال في فرع مصرف الجمهورية وفرع مصرف الصحاري في نفس الشارع لا تستطيع التحويل.
واختتم “حسني بي” حديثه بالقول إن إقفال المقاصة فيه ضرر لكل الليبيين حتى أولئك اللذين ليسوا لديه حسابات بالمصارف، وبتعبير أبسط وفق قوله: “قفل المقاصة مثل أب عنده أولاد، وهؤلاء الأولاد واضعين عنده أموال محتفظ بها عنده وهو يمتنع عن إعطاءهم أموالهم”.