أكد الخبير الاقتصادي محمد الشويرف في تصريح لتبادل أن تأثيرات جائحة كورونا لن تكون فقط على المدى القصير بل على المدى البعيد والمتوسط عبر تغير في خارطة العالم من الجانب الاقتصادي، فيما يتعلق بتكتلاته وبالعلاقات الدولية بين الدول الأعضاء ببعضها البعض والتي تحكم في العلاقات الاقتصادية.
واستشهد الخبير بفترة نهاية الحرب الباردة وانهيار سور برلين حيث لوحظ تموضع أو قطبية الولايات المتحدة وتبعية باقي دول العالم إلى أن ظهرت الصين كقوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، وتجلّي الصراع الدائر الذي كان ظاهره تجاري وباطنه صراع عن مصالح ومناطق النفوذ، مشيرا إلى أن مدى قوة الصراع تتجلى في مدى القوة الاقتصادية اللتي تتميز بها الولايات المتحدة وتأتي بعدها الصين.
وأكد محدثنا أن ما بعد كورونا وما بعد الانفجار أو ما يمكن اعتباره استعمال الأساليب القذرة التي ستثبته الأيام من خلال استخدام الحرب البيولوجية الدائرة في سبيل السيطرة على العالم، مضيفا أن ما شاهدناه من تبعات للكورونا في كتابة الدولة الصينية من شراء أسهم الشركات التي تم بعيدا عن قضايا التأمين والاستحواذ الجائر أيضا التلويح الأمريكي وقصة الفيروس الصيني.
وعرج الشويرف على واقع التكتلات التي كانت موجودة مثلا بالاتحاد الأوروبي الذي عانى كبير المعاناة الاقتصادية جراء كورونا والذي كانت دوله أول كبش فداء لهذا الفيروس من خلال انغلاقها على نفسها بحيث أصبحت فرنسا في جانب وايطاليا في جانب واسبانيا وسويسرا في جانب وكل منها يصارع هذا العدو الخفي المتمثل في فيروس كورونا لوحده بعيدا عن منطق الاتحاد الأوروبي والتكتلية الإقتصادية، معتبرا أن أمريكا تخلت عن حليفها القديم حيث قامت بحظر السفر منها وإلى أوروبا خوفا من انتشار هذا الفيروس.
وخلص الخبير أنه في هذه المرحلة الإقتصاد الصيني فاز بالسبق حيث استطاع رغم انغلاقه على نفسه ولو لفترة مؤقتة، التعافي بشكل سريع، حيث استطاعت الصين أن تمد يد المساعدة لدول في عمق الاتحاد الأوروبي لكل من إيطاليا وللرئيس الصربي الذي قال في ندوة صحفية أن الاتحاد الاوروبي لم يمد له يد العون عكس الصين التي طلب منه في ظل الاتحاد في السابق مقاطعتها، موضحا أن أمريكا هي الآن بصدد مشاهدة تشكل خريطة جديدة في العالم محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه من نفوذها في ظل النفوذ الصيني، خالصا لظهور تعاطف دولي انساني مع الصين نظرا لمدها يد المساعدة للدول المنكوبة في حين خذلها حلفائها بالاتحاد الأوروبي.